صفته عليه السلام وذكرعلمه وفضله ونبذ من سيرته
كان عليه السلام موصوفا من أيام صباه بفضل القوة والشدة والبأس والشجاعة، والاشتغال بالعلم والتوفر عليه.
فأما الزهد والورع فمما لا يحتاج إلى وصفه به، لظهور الحال فيه عند الخاص والعام، والموافق والمخالف، ولأن الزهد أمر شامل لبيت القاسم بن إبراهيم عليه السلام عام في أولاده وأسباطه إلى يومنا هذا، لاسيما من لم يتغرب منهم ولم يختلط بأمرآء هذه البلدان.
- ومما حكي من قوته وشدته: أنه كان يأخذ الدينار بيده فيؤثر في سكته بإصبعه ويمحوها.
- ومن الحكاية المشهورة عنه أنه كان له على رجل حق قبل أن يلي الأمر، فماطله وامتنع من توفيته، فحرد عليه يوما، فأهوى إلى عمود حديد فلواه في عنقه، ثم سواه وأخرج عنقه منه.
- وحدثني أبو العباس الحسني رحمه الله، عن محمد بن علي بن سليمان الرسي، عن ابن لمحمد بن القاسم عليه السلام، أن يحيى عليه السلام كان غلاما حزورا بالمدينة، وكان طبيب نصراني يختلف إلى أبيه الحسين بن القاسم على حمار له يعالجه من مرض أصابه، فنزل عن الحمار يوما وتركه على الباب، فأخذ يحيى عليه السلام الحمار وأصعده السطح، فلما خرج الطبيب لم يجد الحمار، فقيل له: صعد به يحيى السطح، فسأله أن ينزله، فمن المثل السائر: إنما ينزل الحمار من صعد به. فأنزله وقد دميت بنانه، فبلغ ذلك أباه فزجره وخاف عليه أن ترمقه العيون.
- وحكي أنه كان عليه السلام: أسديا، أنجل العينين، واسع الساعدين غليظهما، بعيد ما بين المنكبين والصدر، خفيف الساقين والعجز كالأسد.
صفحہ 97