افادہ فی تاریخ ائمہ سادہ
الإفادة في تاريخ أئمة السادة
اصناف
وكان أبو عبد الله البصري يقول لأصحابه أبدا: لاتتكلموا في مجلس الشريف أبي عبد الله وبحضرته في مسألتين: في مسألة الإمامة، وفي مسألة سهم ذوي القربى، فإنه لا يحتمل ما يسمع منكم هاتين المسألتين ويوحشه ذلك.
وكان معز الدولة حين تمكن من بغداد ولى نقابة العلوية أبا علي الكوكبي القمي لخدمة قديمة سلفت له، وكان أبو علي فيه زعارة وعنف، فشكا العلوية إلى معز الدولة سوء معاملته إياهم مرة بعد أخرى، فقال لهم: قد عزلته عنكم فاختاروا لأنفسكم من ترضونه، فاجتمع العلوية كلهم على الرضى بأبي عبد الله بن الداعي رضي الله عنه، وقالوا لمعز الدولة: لا نختار غيره. فقال معز الدولة: أنا أعظمه عن هذا العمل وأجله عن أن أخاطبه فيه، فإني اعتقد أن مكان المطيع هو مكانه، وهو المستحق له دونه، ولكن إن سألتموه وشفعتم إليه وأجابكم إلى ما تريدون فهو منية المتمني. أو كلام هذا معناه.
فاجتمعوا إليه رضي الله عنه وسألوه ذلك فامتنع منه وأنف من الدخول فيه، هذا مع جلالة هذا الأمر في ذلك الوقت ببغداد، وأعادوا عليه المسألة والشفاعة حالا بعد حال، واستعانوا فيه بشيخنا أبي عبد الله البصري فإنه كان يحب أيضا دخوله في الأمر ليتمكن بجاهه فضل تمكن، فأشار عليه بذلك وسأله فيه إلى أن استجاب، وشرط على معز الدولة في ذلك شرائط، منها: أن لا يدخل إلى المطيع ولا يقبل له الخلعة التي جرى الرسم بإخراجها من داره إلى كل من تولى ببغداد الأعمال الجليلة؛ لأنها تكون سوادا فامتنع من لبس السواد، ولهذا امتنع من الدخول إلى المطيع، فإن الرسم جار على من يدخل إلى هؤلاء ألا يدخل إلا بالسواد، ولما جرى الرسم به من تقبيل الأرض بين أيديهم، إلى شرائط أخر شرطها، فأجابه معز الدولة إلى جميعها، وانفذ إليه خلعة بياض، ولم يدخل إلى المطيع طول مقامة ببغداد.
صفحہ 137