اسلامی انتظامیہ عرب کے عروج میں
الإدارة الإسلامية في عز العرب
اصناف
23
بمير فجعلوا يعافونه؛ لأنهم حديث عهدهم بلين العيش، وعمر يلحظهم، ولفت عامل البحرين نظر عمر، وتهافته على تناول الطعام، فسأله عمر عن عمله ثم عن جعله فأجاب إنه يرزق ألفا، فقال له عمر: إنه كثير، ما تصنع به ؟ قال: أتقوت منه شيئا وأعود به على أقارب لي فما فضل عنهم فعلى فقراء المسلمين. فأمر عمر أبا موسى أن يستبدل بأصحابه، وأبقى عامل البحرين في عمله؛ لأنه رآه مقلا متقشفا لا يخشى أن يسرف في المال. وولى عمر رجلا بلدا فوفد عليه
24
فجأة مدهنا حسن الحال في جسمه عليه بردان فقال له عمر: أهكذا وليناك؟ ثم عزله، ودفع إليه غنيمات يرعاها، ثم دعا به بعد مدة فرآه باليا أشعث في ثوبين أطلسين
25
وذكر عند عمر بخير فرده إلى عمله، وقال: كلوا واشربوا وادهنوا فإنكم تعلمون الذي تنهون عنه.
وكان إذا قدم عليه الوفد سألهم عن حالهم وأسعارهم، وعمن يعرف من أهل البلاد وعن أميرهم هل يدخل إليه الضعيف؟ وهل يعود المريض؟ فإن قالوا نعم، حمد الله تعالى، وإن قالوا لا، كتب إليه: أقبل. وكان من سنة
26
عمر وسيرته أن يأخذ عماله بموافاة الحج في كل سنة للسياسة وليحجرهم بذلك عن الرعية، وليكون لشكاتهم وقت وغاية ينهونها إليه. كتب إلى أبي موسى الأشعري: «أما بعد؛ فإن للناس نفرة فأعوذ بالله أن تدركني وإياك عمياء مجهولة، وضغائن محمولة، أقم الحدود ولو ساعة من نهار، وإذا عرض لك أمران أحدهما لله والآخر للدنيا، فآثر نصيبك من الله فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى، وأخيفوا الفساق واجعلوهم يدا يدا ورجلا ورجلا، وعد مرضى المسلمين، واشهد جنائزهم، وافتح لهم بابك، وباشر أمورهم بنفسك، فإنما أنت رجل منهم غير أن الله جعلك أثقلهم حملا، وقد بلغني أنه فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك ليس للمسلمين مثلها، فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة مرت بواد خصيب فلم يكن لها هم إلا السمن وإنما حتفها في السمن، واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس من شقي الناس به، والسلام.» وهذا من كتبه الممتعة في الإدارة وطريقته فيها.
وبلغ عمر أن أبا عبيدة عامله في الشام يسبغ على عياله، وقد ظهرت شارته، فنقصه من عطائه الذي كان يجري عليه، ثم سأل عنه فقيل له قد شحب لونه، وتغيرت ثيابه، وساءت حاله، فقال: يرحم الله أبا عبيدة ما أعف وأصبر. فرد عليه ما كان حبس عنه وأجراه عليه، ودخل عمر منزل أبي عبيدة فلم ير إلا لبدا وصحفة وشنا، وسأله طعاما فأخرج له من جونة
نامعلوم صفحہ