وأما الإجماع: فلا خلاف بين علماء الإسلام أن معرفة الله تعالى وما يتصل بذلك أفضل العلوم، وأن من فضل علما من سائر العلوم فإنه يقول بعد المعارف الإلاهية بلسان المقال أو بلسان الحال بحيث لو سئل عن ذلك لاعترف به.
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتدأ المصنف ببسم الله ، لدليلين عقلي ، وسمعي.
أما العقلي: فلما تقرر في العقول من وجوب شكر المنعم ضرورة،وقد علمنا قطعا توارد نعم الله علينا قال تعالى{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}(النحل:18) والشكر هو الثناء باللسان والعمل بالأركان والاعتقاد بالجنان فيكون ذكره شعبة من شعب الشكر.
وأما السمع: فأدلة ثلاثة الكتاب ، والسنة ، والإجماع.
أما الكتاب: فقوله تعالى{بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين}(الفاتحة:1،2) وقوله تعالى{إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}(النمل:30) وقوله تعالى{اقرأ باسم ربك الذي خلق}(العلق:1).
وأما السنة: فما روي عن عائشة أنه أتي إليها بقميص مخيط فقالت: هل ذكر عليه اسم الله؟، قيل: لا، قالت: ردوه فافتقوه ثم سموا عليه وخيطوه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (كل أمر ذي بال لا يذكر عليه اسم الله فهو أجذ) (وقيل أقطع وقيل أبتر) وقيل خداج. والمعنى بذلك أنه منزوع البركة.
قال الدواري: هكذا في الرواية وهو يحتمل وجهين أن يكون الشك في الرواية عن عائشة،وأن يكون منها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والأول أقرب.ومعنى ذي بال: أي خطر بالبال،وقيل له خطر وشأن.
صفحہ 7