کتاب الایضاح فی شرح المصباح
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
اصناف
وقد روينا: عن أمير المؤمنين عليه السلام أن ابن الكوى لما سأله عن السنة والجماعة والفرقة والبدعة، فقال عليه السلام: السنة والله سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والبدعة والله ما خالفها، والجماعة والله أهل الحق وإن قلوا، والفرقة والله متابعة أهل الباطل وإن كثروا. وهذا خلاف ما يظنونه أن الكثرة تدل على الحق وأن القلة تدل على الباطل وقد ذم الله الأكثرين ومدح الأقلين في آيات كثيرة من كتابه الكريم فقال عز وعلا{وأكثرهم للحق كارهون}(المؤمنون:70) وقال تعالى{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}(يوسف:103) وقال تعالى{ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم}(النساء:66) وقال تعالى{وقليل ما هم}(ص:24) وقال تعالى{وقليل من عبادي الشكور}(سبأ:13) وقال تعالى{وما آمن معه إلا قليل}(هود:40).
وقد روينا عن أمير المؤمنين عليه السلام أن الحارث بن حوط سأله فقال: أترى يا أمير المؤمنين أن أهل الشام مع كثرتهم على الباطل وأهل العراق مع قلتهم على الحق؟ فقال
له: يا حار إنه لملبوس عليك إن الحق لا يعرف بالرجال وإنما الرجال يعرفون بالحق فاعرف الحق تعرف أهله قلوا أم كثروا، واعرف الباطل تعرف أهله قلوا أم كثروا وإن الباطل لا يعرف بالقلة.
صفحہ 334