1-ضخامة مادته وتنوعها : فقد أحاط الأندرابي في القسم الأول من الكتاب بأكثر المباحث المتعلقة بعلوم القران وأصول القراءة ثم استوفى في قسمه الثاني قراءات عشر فضلا عن اختيارين آخرين ، وهو يحيط في أثناء عرضه لموضوع الباب بما فيه من أحكام وآراء وأدلة وأنواع جامعا بين الشمول وما يقتضيه من الإلمام والإحاطة بالموضوع والإيجاز وما يوجبه من اقتضاب العبارة وترك الإيغال في التفريع ، والناظر في كمية الأحاديث النبوية الشريفة والآثار القولية والفعلية يتبين له مقدار اهتمام الأندرابي بجمع كل ما ورد منهما فيما يخص الموضوعات التي وقف عندها ، مما يجعل كتاب الإيضاح في القراءات موسوعة في علوم القران والقراءات ، وهو واحد من اكبر الكتب في هذا المجال إن لم يكن اكبرها
2-دقة الأندرابي : فهو يسلك منهج القراء في النقل ، فيسوق الآيات والأحاديث والآراء والآثار المدعمة لكل حكم يسوقه ، ويعمد إلى الإتيان بسند الحديث ولا يترك ذلك إلا قليلا ، وتعود دقته ذلك إلى دقة النقل من العلماء وقد أثبت التحقيق ذلك .
3-قدم عصر التأليف لهذا الكتاب : فقد ألف الكتاب في وقت متقدم نسبيا، ولذا فهو يعد أصلا من أصول التأليف في علم القران والقراءات .
4-إن كتاب الإيضاح في القراءات يمثل حلقة مهمة من حلقات التأليف في بابه ، فضلا عن تقدم زمن تأليفه فانه يعطي صورة للحركة العلمية في بلاد المشرق الإسلامي ، ولا سيما في نيسابور وما جاورها في القرن الثالث الهجري ، في وقت ضاعت فيه كتب مماثلة تمثل تلك البيئة العلمية في زمنها ومكانها ذاك . والناظر في كتب علوم القران والقراءات التي بين أيدينا اليوم يلاحظ قلة كتب المشارقة مقارنة مع الكتب القادمة من الغرب الإسلامي ويجد أن كتاب الإيضاح يسد فراغا كبيرا يعانيه العصر الذي ألف فيه .
صفحہ 6