ایضاح الدلیل

Badr al-Din ibn Jama'a d. 733 AH
21

ایضاح الدلیل

إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل

تحقیق کنندہ

وهبي سليمان غاوجي الألباني

ناشر

دار السلام للطباعة والنشر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

پبلشر کا مقام

مصر

نَاصِر السّنة رَحمَه الله تَعَالَى وَرَضي الله عَنهُ وأرضاه وَكَانَ ذَلِك سنة ٣٢٣ الطّرف الأول المشبهة والمجسمة وهم الَّذين نسبوا الله تَعَالَى إِلَى الجسمية وأسندوا إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ كثيرا مِمَّا يسند إِلَى الْجِسْم معَاذ الله وَقد نقل الإِمَام أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ فِي كِتَابه الشَّامِل مقالات الإسلاميين عَن بَعضهم كلَاما فِي حق الله تَعَالَى رُبمَا دلّ على التنقيص والاستهزاء بِاللَّه تَعَالَى فضلا عَن التجسيم وَلَا صلَة لَهُ بِالْعلمِ وَلَا بِالدَّلِيلِ فَقَالَ رَحمَه الله تَعَالَى وَاخْتلفت الروافض أَصْحَاب الْإِمَامَة فِي التجسيم وهم سِتّ فرق فالفرقة الأولى الهشامية أَصْحَاب هِشَام بن الحكم الرافضي يَزْعمُونَ أَن معبودهم جسم وَله نِهَايَة وحد طَوِيل عريض عميق طوله مثل عرضه وَعرضه مثل عمقه لَا يُوفى بعضه على بعض ص ٣١ وَذكر أَبُو الْهُذيْل فِي بعض كتبه أَن هِشَام بن الحكم قَالَ لَهُ إِن ربه جسم ذَاهِب جَاءَ فيتحرك تَارَة ويسكن أُخْرَى وَيقْعد مرّة وَيقوم أُخْرَى وَإنَّهُ طَوِيل عريض عميق لِأَن مالم يكن كَذَلِك دخل فِي حد التلاشي قَالَ فَقلت لَهُ إيما أعظم إلهك أم هَذَا الْجَبَل وأومأت إِلَى أبي قبيس جبل بِمَكَّة المكرمة قَالَ فَقَالَ إِن هَذَا الْجَبَل يُوفي عَلَيْهِ أَي هُوَ أعظم مِنْهُ وَذكر ايضا ابْن الراوندي أَن هِشَام بن الحكم كَانَ يَقُول إِن بَين إلهه وَبَين الْأَجْسَام الْمُشَاهدَة تشابها من جِهَة من الْجِهَات وَلَوْلَا ذَلِك مَا دلّت عَلَيْهِ ص ٣٢ وَزعم الْوراق أَن بعض أَصْحَاب هِشَام أَجَابَهُ مرّة أَن الله ﷿ على الْعَرْش مماس لَهُ وَأَنه لَا يفضل عَن الْعَرْش وَلَا يفضل الْعَرْش عَنهُ ص ٣٣ وَقَالَ الذَّهَبِيّ رَحمَه الله تَعَالَى فِي تَرْجَمَة أبي عَامر الْعَبدَرِي مُحَمَّد بن سعدون قَالَ ابْن عَسَاكِر بَلغنِي أَنه أَي الْعَبدَرِي قَالَ إِن أهل الْبدع يَعْنِي أهل السّنة يحتجون بقوله تَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء أَي فِي الإلهية فَأَما الصُّورَة فمثلنا ثمَّ يحْتَج بقوله تَعَالَى ﴿لستن كَأحد من النِّسَاء إِن اتقيتن﴾ أَي فِي الْحُرْمَة العبر فِي خبر من غبر وَزعم بَيَان بن سمْعَان التَّمِيمِي أَن معنى قَوْله تَعَالَى (كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه) أَن

1 / 27