ويجب هجران أهل البدع إذا عرفناهم , ونحذر منهم. (16)
(16) المسألة السادسة عشرة:
تناول المصنف فيها مسألة " الزجر بالهجر " وهذه المسألة أصل عظيم من أصول أهل السنة والجماعة في معاقبة أهل البدع والضلال، وزجرهم عن بدعهم، ولكن هذا الأمر يختلف باختلاف الزمان والمكان. فإن كان الأمر في عهد النبي صلي الله عليه وسلم والقرون الأولى يزجر المبتدع والمخالف؛ لشوكة أهل الحق، وقوتهم والتزام الناس في مجملهم بالسنة والأوامر، كحال النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه، مع الثلاثة الذين خلفوا؛ فإن الأمر في هذه الأزمان يختلف اختلافا بينا , إذ لا شوكة لأهل الحق , بل الغلبة لأهل الهوى والضلال، والفسق والفجور , فما يفيد الهجر لهؤلاء المتسلطين؟! فالأمر كله معلق على إحداث النكاية بهم؛ لزجرهم فإن كان ذلك فنعم، وإن لا فلا.
صفحہ 46