ونعلم أن أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه
الأمة، أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، من المهاجرين، والأنصار، وأفضلهم العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة , وهم: أبو بكر , وعمر , وعثمان وعلي , وطلحة , والزبير , وسعد , وسعيد , وعبد الرحمن بن عوف , وأبو عبيدة بن الجراح , رضي الله عنهم أجمعين. وأفضل هذه العشرة , أبو بكر ,وعمر , وعثمان , وعلي ,وأفضل الأربعة , أبو بكر , ثم عمر، ثم عثمان , ثم علي. وأجمعت أصحابه على أن كل واحد من هؤلاء الأربعة , كان أحق الناس بالخلافة زمن ولايته , ونعترف لمن سواهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفضل, على قدر منازلهم ممن وردت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم منقبة، عرفنا ذلك له , ونعترف بفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعظيم لهم , ونترحم على أمهات المؤمنين، ونعترف بفضلهن , ونترحم على جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضي الله عنهم أجمعين , ونستغفر لهم، والتابعين بعدهم بإحسان , ونذكر محاسنهم، وفضائلهم، ونمسك عما شجر بينهم. (11)
(11) المسألة الحادية عشر: -
تكلم فيها المصنف رحمة الله تعالى عليه، عن العقيدة في الصحابة، رضي الله عنهم، وهي من أهم القضايا، فهذه المسألة هي من المسائل المهمة التي تدخل ضمن مسائل الإيمان بالله، والإيمان بالرسل، والكتب واليوم الأخر. فدخولها في الإيمان بالله من باب كونها ضمن المسائل التي أمر الله بالإيمان بها، والإيمان بالرسل؛ لأن الإيمان بالنبي عليه الصلاة والسلام؛ يقتضى حب أصحابه الذين نهى عن سبهم، وأمر بموالاتهم، وتدخل في الإيمان بالكتب؛ لأن القرءان أوصانا بهم، ونهانا عن ذمهم، وتدخل في الإيمان باليوم الأخر، من باب أنهم أهل الجنة، المشهود لهم بذلك.
فوجب الإيمان بدخولهم لها، وهذا من الإيمان باليوم الآخر.
صفحہ 22