368

* ومن كلامه: إنكم مخلوقون اقتدارا، ومربوبون اقتسارا، ومضمنون أجداثا، وكائنون رفاتا، ومبعوثون أفرادا، ومدينون حسابا، ورحم الله عبدا اقترف واعترف، ووجل فعمل، وحاذر فبادر، وعمر فاعتبر، وحذر فازدجر، حث طلبا، ونجا هربا، وأفاد ذخيرة، وأطاب سريرة، وتأهب للمعاد، واستظهر بالزاد، ليوم رحيله، ووجه سبيله، وحال حاجته، وموطن فاقته، فقدم أمامه لدار مقامه، فمهدوا لأنفسهم في سلامة الأبدان، فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا طول الهرم، وأهل نضارة الصحة إلا نوازل السقم، وأهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء، واقتراب الفوات ودنو الموت، وأزوف الإنتقال،وإتيان الزوال وحفزة الأنين، ورشح الجبين، وامتداد العرين، وعلز القلق، وقبض الرمق، وغصص الجرض.

صفحہ 401