غضبي، أما سأؤدبك وأؤدب غيرك! يا علي قد صفحت عنك، ووهبت لك كل ما كنت أطالبك به! ثم رفع رأسه إلى الحاجب فقال: لا يبرح أحمد بن الجنيد من الدار حتى يحمل إلى علي بن الهيثم مائة ألف درهم من ماله ليكون ذلك عقل؛ فلم يبرح حتى حملها.
وقال الصولي: كان علي بن الهيثم يكتب للفضل بن الربيع؛ وخبره مع المأمون عن ابن عبدوس.
صالح بن علي
كان من وجوه الكتاب، وكان يعرف بالأضخم، فطالت به العطلة في أيام المأمون، والوزير إذ ذاك أحمد بن أبي خالد، فحدث صالح أنه أضاق جدًا واشتد اختلاله، قال: فبكرت يومًا إلى أحمد بن أبي خالد مغلسًا، لأكلمه في أمري، فخرج من بابه، وبين يديه الشمع، قاصدًا إلى دار المأمون، فلما نظر إلي أنكر بكوري، وعبس في وجهي، وقال: في الدنيا أحد يبكر هذا البكور ليشغلنا عن أمورنا! قال: فقلت له: أصلحك الله، ليس العجب مما تلقيتني به، إنما العجب مني إذ سهرت ليلي، وأسهرت جميع من في منزلي توقعًا
1 / 118