ذاك، فإني لفي مقعدي بين يديه، أكتب توقيعات في أسفل كتبه لطلاب الحوائج إليه، قد كلفني إكمال معانيها بإقامة الوزن فيها، إذ وجدت رجلًا سعى إليه، حتى أوفى مكبًا عليه، فقال: مهلًا ويحك، ما اكتتم خير، ولا استتر شر! قال: قتل أمير المؤمنين الساعة جعفرًا! قال: أو قد فعل؟ قال: نعم! قال: فما زاد على أن رمى القلم من يده وقال: هكذا تقوم الساعة بغتةً! قال سهل: فلو انكفأت السماء على الأرض ما زاد. تبرأ منهم الحميم، واستبعد عن نسبهم القريب، وجحد ولاءهم المولى، واستعبرت لفقدهم الدنيا، فلا لسان يحظى بذكرهم، ولا طرف ناظر يشير إليهم؛ وضم يحيى بن خالد، وقته ذلك، والفضل ومحمد وخالد، بنوه وبنوهم، مع بني جعفر بن يحيى، ومن لف لفهم، أو هجس بصدره أمل فيهم؛ وبعث في الرشيد، فوالله لقد أعجلت عن النظر، فلبست ثياب إحرامي وأعظم رغبتي إلى الله في الإراحة بالسيف، وألا يعبث في عبث جعفر، فلما دخلت عليه، ومثلت بين يديه، عرف الذعر في بجرض ريقي، وشخوصي إلى السيف المشهور ببصرين فقال: إيهًا يا سهل، من غمط نعمتي، وتعدى وصيتي، وجانب موافقتي، أعجلته عقوبتي! قال: فوالله ما وجدت جوابها حتى قال لي: ليفرخ روعك،
1 / 87