ثم قال: لتلين طائعًا أو لتلين كارهًا؛ فأمسكت عن الكلام، حتى رأيت غضبه قد انكسر، وسورته قد طفئت، فقلت: يا أمير المؤمنين، أتكلم؟ قال: نعم؛ قلت: إن الله بسبحانه وبحمده قال في كتابه " إنّا عَرضْنَا الأَمانةَ على السمواتِ والأرضِ والجبال إلى منها " فوالله يا أمير المؤمنين ما غضب عليهن إذ أبين، ولا أكرههن إذ كرهن، وما أنا بحقيق أن تغضب علي إذ أبيت، ولا تكرهني إذ كرهت! قال: فضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: يا إبراهيم قد أبيت إلا فقهًا! قد رضينا عنك وأعتبناك.
وإبراهيم هذا شامي تابعي، لمالك عنه حديث واحد في الموطأ وإرساله كما ورد أصح من إسناده.
خالد بن برمك
كان في أول أمره يختلف إلى محمد بن علي، ثم إلى إبراهيم بن محمد الإمام بعده، فلما استخلف أبو العباس السفاح، أدناه محمد بن صول محمولًا، لعلة كانت
1 / 65