الفاعل قلت خلق يخلق، والأمر اخلق. وكل من قدر شيئًا فقد خلقه، والله تعالى أحسن الخالقين؛ وأُنشد:
ولأنت تفري ما خلقت وبعـ ... ـضُ القوم يخلق ثم لا يفري
قال ابن خالويه: يفري (بفتح الياء): يقطع على جهة الإصطلاح، ويُفرى: على جهة الإفساد. والضمير في خلق مفعول في الأصل قد أقيم مقام الفاعل. ثم بين الله ﵎ من أي شيء خلق عظة للعباد ومن استنكف عن العبادة أنه خلقهم من ماء ضعيف مهين وهو النطفة إلى أن جعلهم علقة ثم مضغة ثم عظامًا ثم كسا العظام لحمًا ثم أنشأه خلقًا آخر، وهو من حين دب ودرج إلى أن نهض وقام ونبتت لحيته وإبطه فذلك [الخلق] الآخر، فتبارك الله أحسن الخالقين، فقال:
• "خلق من ماء دافق" والماء الدافق فاعل في اللفظ مفعول في المعنى، ومعناه من ماء مدفوق أي مصبوب؛ يقال دفق ماءه وسفحه وسكبه وصبه بمعنى [واحد]، وكذلك زكم بنطفته رمى بها، ويقال زكمة أبيه مثل عجزة أبيه يعني آخر ولد أبيه. من ماء دافق: فـ «من» حرف جر. و«ماء» جر بمن، علامة جره كسرة الهمزة. وهذه الهمزة مبدلة من هاء. و[ذلك أن] الأصل في ماء موه، فقلبوا من الواو ألفا فصار ماه ثم أبدلوا من الهاء همزة فصار ماء كما ترى.
1 / 45