90

مؤلفات السعدي

مؤلفات السعدي

تحقیق کنندہ

إبراهيم الإبياري

ناشر

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

ایڈیشن نمبر

الرابعة

اشاعت کا سال

١٤٢٠ هـ

پبلشر کا مقام

القاهرة / بيروت

وقال تعالى: (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) «١» بمعنى: أدرك ولحق فالمعنى: أنهم لم يدركوا علم الآخرة، أي: لم يعلموا حدوثها وكونها. ودل على ذلك/: (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْها بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) «٢» أي: من عملها. ف «في» بمعنى الباء، أي: لم يدركوا علمها، ولم ينظروا في حقيقتها فيدركوها، أي إدراك علمهم بحدوثها، بل هم في شك من حدوثها، بل هم عن علمها عمون. ومن ذلك قوله تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ) «٣» أي: صاحب سقاية الحاج. وقال عز من قائل: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) «٤» أي: من أهل قرية (هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ) «٥» أي: أخرجك أهلها. ومن ذلك قوله تعالى: (وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغانِمَ) «٦» أي: تمليك مغانم، ويراد به المفعول، لأن الحرث لا يؤخذ «٧» . ومن ذلك: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا) «٨» [أي: تأويل الرؤيا] لأن «الرؤيا» إنما هي مخايل ترى في المنام وليس بحديث فيحتمل الصدق والكذب. والتأويل: حديث، فيحتمل الصدق والكذب، و«صدق» . فعل يتعدى إلى مفعولين. ومن ذلك قوله تعالى: (لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ) «٩» أي: من رهبة الله. والمعنى: يرهبونكم أشد مما ترهبون الله.

(١- ٢) النمل: ٦٦. (٣) التوبة: ١٩. (٤- ٥) محمد: ١٣. (٦) الفتح: ٢٠. (٧) كلما وردت هذه العبارة، وهي ليست متصلة بالآية السابقة بل بآية أخرى تتصل بالحرث. (٨) الفتح: ٢٧. (٩) الحشر: ١٣.

1 / 93