47

اعراب ما یشکل

إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

تحقیق کنندہ

حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه د. عبد الحميد هنداوي

ناشر

مؤسسة المختار للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠هـ - ١٩٩٩م

پبلشر کا مقام

مصر/ القاهرة

قَالَ الشَّيْخ ﵀: مسيرَة بِالرَّفْع على أَنه مُبْتَدأ، ومني خَبره. وَالتَّقْدِير: بيني وَبَينه مسيرَة شهر. [وَيجوز نَصبه] وَمثله: قَول الْعَرَب: هُوَ مني فرسخان وَيحْتَمل النصب على تَقْدِير: هُوَ مني على مسيرَة شهر فَلَمَّا حذف حرف الْجَرّ نصب. مَا الْإِشْكَال فِي حَدِيث السُّؤَال عَن الْحَوْض؟ وَمَا جَوَابه؟ (٩٩) وَفِي حَدِيث أبي ذَر قَالَ: قلت: يَا رَسُول الله مَا آنِية الْحَوْض؟ قَالَ: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لآنيته أَكثر من عدد نُجُوم السَّمَاء " وَذكر الحَدِيث. (أ) الْإِشْكَال فِيهِ: أَنه سَأَلَ " بِمَا " عَن الْآنِية. فَأَجَابَهُ بِالْعدَدِ. وَحَقِيقَة السُّؤَال ب " مَا " أَن يتعرف بهَا حَقِيقَة الشَّيْء لَا عدده. وَفِيه جوابان: أَحدهمَا: أَن يكون تَقْدِيره: مَا عدد آنِية الْحَوْض؟ فَحذف الْمُضَاف، وَجَاء الْجَواب على ذَلِك، وَأَن عَددهَا غير مَحْصُور بل أَكثر من نُجُوم السَّمَاء. وَالْجَوَاب الثَّانِي: أَن يكون الرَّسُول [ﷺ] لم يعلم الْآنِية من أَي شَيْء هِيَ؟ فَعدل عَن سُؤَاله إِلَى بَيَان كثرتها، وَفِي ذَلِك تفخيم لأمرها، وتنبيه على تَعْظِيم شَأْنهَا. وَمثل ذَلِك قَوْله تَعَالَى: ﴿وَمَا رب الْعَالمين﴾ . فَقَالَ: ﴿رب السَّمَوَات وَالْأَرْض﴾ فَعدل عَن حَقِيقَة جَوَاب السُّؤَال إِلَى مَا هُوَ مَعْلُوم يحصل بِهِ الْغَرَض. نصب آخر على الظَّرْفِيَّة (ب) وَفِي آخر هَذَا الحَدِيث: " آنِية الْجنَّة من شرب مِنْهَا لم يظمأ آخر مَا عَلَيْهِ " قَوْله: آخر مَا عَلَيْهِ مَنْصُوب على الظّرْف. وَالتَّقْدِير: لم يظمأ " أبدا ". وَقد جَاءَ فِي حَدِيث آخر بِهَذَا اللَّفْظ، وَالْمعْنَى: لم يظمأ ذَلِك الشَّارِب إِلَى آخر مُدَّة بَقَائِهِ، وَمَعْلُوم أَنه يبْقى أبدا فَيكون مَعْنَاهُ لم يظمأ أبدا.

1 / 60