ولعل السبب يعود لأمرين:
الأول: ما ورد في الأحاديث النبوية في الترهيب فيمن تولى القضاء، كقوله ﷺ: "مَنْ وَلِيَ القَضَاءَ" أَوْ "مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ" (^١).
والثاني: هو ما رآه السخاوي عمليًّا من معاناة شيخه الحافظ ابن حجر، حيث يقول السخاوي (^٢): "وكان مصممًا على عدم دخوله في القضاء … وصرَّح بأنه جنى على نفسه بتقليد أمرهم … وزهد في القضاء زهدًا تامًّا لكثرة ما توالى عليه من الأنكاد والمحن … ".
* أما مصنفاته:
يعتبر السخاوي جديرًا بالتصنيف، خليقًا بالتأليف، وهو يُعدُّ من أبرز المكثرين من التصنيف في فنون الحديث والتراجم والتاريخ، وقد أذن له شيخه الحافظ ابن حجر بذلك (^٣) كشهادة من عالم متبحر خبير بفنون التصنيف.
شرع السخاوي في التصنيف في بداية حياته، وعمره إذ ذاك (حوالي ١٨ سنة) فقد ذكر أنه (^٤) "شرع في التصنيف والتخريج قبل الخمسين" أي قبل سنة ٨٥٠ هـ.
وكانت مؤلفاته محط أنظار وثناء العلماء.
_________
(^١) صحيح. أخرجه الترمذي في "سننه" (١٣٢٥) عن أبي هريرة مرفوعًا. قال الترمذي "حسن غريب". وقال السخاوي: "وهو صحيح أو حسن". انظر: المقاصد الحسنة، رقم: ١١٠٧.
(^٢) انظر: الضوء، ٢/ ٣٨.
(^٣) المصدر نفسه، ٨/ ٦.
(^٤) المصدر نفسه، ٨/ ١٥.
1 / 18