[أسماء الأعلام مرتبة على العصور بحسب الإمكان]
1 - عمر الوادى
نسبة إلى وادى القرى الذى بين المدينة والشام. وكان من قدماء المهندسين الإسلاميين، ذكره ياقوت فى «معجم البلدان» فى كلامه على هذا الوادى فقال ما نصه: «عمر بن داود بن زاذان مولى عثمان بن عفان رضى الله بن عبد الملك ولما قتل هرب، وهو أستاذ حكم الوادى» انتهى. وذكره أيضا «أبو الفرج» فى كتاب الأغانى فقال: إن جده زاذان كان مولى عمرو بن عثمان بن عفان، وأن عمر هذا كان مهندسا وكان طيب الصوت شحبيه فتعلم الغناء وأتقنه واتصل بالوليد بن يزيد فتقدم عنده جدا وقتل الوليد وهو يغنيه فكان آخر العهد به، وله أخبار معه مذكورة فى هذا الكتاب.
2 - عبد الله بن محرز
كان من مهندسى القرن الثانى، ولم نقف له على ترجمة، وإنما ذكره اليعقوبى فى كتاب البلدان فيمن هندس بغداد من المهندسين. وخلاصة ما ذكره أن المنصور العباسى لما شرع فى بناء بغداد قسم أرباضها إلى أربعة أرباع، وقلد للقيام بكل ربع رجلا من المهندسين، وضم إليه اثنين من رجاله للإشراف على الأعمال، بعد ما بين لأصحاب كل ربع ما يصير لكل رجل من الذرع وما قدره للحوانيت والأسواق والمساجد والحمامات فقلد عبد الله محرز المهندس الربع الذى من باب الكوفة إلى باب الشام، وشارع طريق الأنبار إلى حد ربض حرب بن عبد الله، وجعل معه من رجاله سليمان بن مجالد وواضحا مولاه.
صفحہ 15
3 - الحجاج بن يوسف
من المهندسين الأبرعة الذين هندسوا بغداد، لما شرع المنصور فى بنائها وقسم أرباضها إلى أربعة كما تقدم. وكان متقلدا العمل فى الربع الذى من باب الشام إلى ربض حرب، وما اتصل بربض حرب وشارع باب الشام، وما اتصل بذلك إلى الجسر على منتهى دجلة. وكان معه من رجال المنصور للإشراف على الأعمال، حرب بن عبد الله وغزوان مولاه.
4 - عمران بن الوضاح
من المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد لما شرع المنصور فى بنائها، وكان متقلدا العمل فى الربع الذى من باب الكوفة إلى باب البصرة وباب المحول والكرخ، وما اتصل بذلك كله، وكان معه من رجال المنصور المسيب بن زهير والربيع مولاه.
5 - شهاب بن كثير
من المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد، وكان متقلدا العمل فى الربع الذى من باب خراسان إلى الجسر الذى على دجلة، مادا فى الشارع على دجلة إلى باب قطربل وكان معه من رجال المنصور: هشام ابن عمرو التغلبى وعمارة بن حمزة ذكره اليعقوبى فى كتاب البلدان مع الثلاثة الذين تقدموه.
6 - بنو موسى بن شاكر
صفحہ 16
وهم محمد وأحمد والحسن، وكان أبوهم موسى من البارعين فى الهندسة إلا أن تفرغ لعلم النجوم، واختص بصحبة المأمون. وكان بنوه الثلاثة أبصر الناس بالهندسة والحيل والحركات والموسيقى وعلم النجوم. فبرع محمد فى الهندسة والفلك وتوفى سنة 259. وتفرغ أحمد لعلم الحيل «الميكانيكا» ففتح له فيه ما لم يفتح مثله لغيره من القدماء المحققين بالحيل، مثل «ايرن» وغيره وانفرد الحسن بالهندسة، فكان له طبع عجيب فيها لا يدانيه أحد، وتخيل قوى. حدث نفسه باستخراج مسائل لم يستخدجها أحد من الأولين، كقسمة الزاوية بثلاثة أقسام متساوية وغير ذلك.
ولما مات أبوهم موسى، تركهم صغارا، فكلفهم المأمون وأثبتهم مع يحيى بن أبى منصور فى بيت الحكمة، فخرجوا نهاية فى علومهم، وهم الذين قاسوا الدرجة الأرضية للمأمون. ذكرهم القفطى وأثنى عليهم وذكرهم أيضا ابن النديم فى طبقة المهندسين المحدثين.
ولم يكتف هؤلاء الإخوة بما نفعوا به الناس من علومهم، بل قرنوا هذا الفضل بفضل آخر فاقتدوا يسيدهم فى ترجمة الكتب النافعة ونشرها بين الأمة، وأتبعوا أنفسهم فى شأنها وأنفذوا إلى بلاد الروم من أخرجها لهم، وأحضروا النقلة من الأصقاع الشاسعة والأماكن البعيدة، وتولوا الإنفاق على ذلك من أموالهم.
أما قياسهم الدرجة الأرضية، فقد فصل الكلام عليه ابن خلكان، فآثرنا إثبات كلامه بنصه لما فيه من الفائدة قال: «ومما اختصوا به فى ملة الإسلام، فأخرجوه من القوة للفعل وإن كان أرباب الأرصاد المتقدمون على الإسلام قد فعلوه، ولكنه لم ينقل أن أحدا من أهل هذه الملة تصدى له وفعله إلا هم.
صفحہ 17
وهو أن المأمون كان مغرى بعلوم الأوائل وتحقيقها ورأى فيها أن دورة كرة الأرض أربعة وعشرون ألف ميل كل ثلاثة أميال فرسخ، فيكون المجموع ثمانية آلاف فرسخ بحيث لو وضع طرف حبل على أى نقطة كانت من الأرض وأدرنا الحبل على كرة الأرض، حتى انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض والتقى طرفا الحبل، فإذا مسحنا ذلك الحبل كان طوله أربعة وعشرين ألف ميل.
فأراد المأمون أن يقف على حقيقة ذلك، فسأل بنى موسى المذكورين عنه، فقالوا: نعم هذا قطعى. فقال: أريد منكم أن تعلموا الطريق الذى ذكره المتقدمون، حتى نبصر هل يتحدد ذلك أم لا، فسألوا عن الأراضى المتساوية فى أى البلاد هى، فقيل لهم صحراء سنجار فى غاية الاستواء، وكذلك وطآت الكوفة فأخذوا معهم جماعة ممن يثق المأمون إلى أقوالهم ويركن إلى معرفتهم بهذه الصناعة، وخرجوا إل «سنجار وجاءوا إلى الصحراء المذكورة، فوقفوا فى موصع منها وأخذوا ارتفاع القطب الشمالى ببعض الآلات، وضربوا فى ذلك الموضع وتدا وربطوا فيه حبلا طويلا، ثم مشوا إلى الجهة الشمالية على استواء الأرض من غير انحراف إلى اليمين أو اليسار حسب الامكان فلما فرغ الحبل نصبوا فى الأرض وتدا آخر، وربطوا فيه حبلا طويلا ومشوا إلى جهة الشمال أيضا كفعلهم الأول ولم يزل ذلك دأبهم، حتى انتهوا إلى موضع أخذوا فيه ارتفاع القطب المذكور فوجدوه قد زاد على الارتفاع الأول أخذوا، فمسحوا ذلك القدر الذى قدروه من الأرض بالحبال فبلغ ستة وستين ميلا وثلثى ميل، فعلموا أن كل درجة من درج الفلك يقابلها من مسطح الأرض ستة وستون ميلا وثلثان.
ثم عادوا إلى الموضع الذى ضربوا فيه الوتد الأول وشدوا فيه حبلا وتوجهوا إلى جهة الجنوب ومشوا على الاستقامة، وعملوا كما عملوا فى جهة الشمال من نصب الأوتاد وشد الحبال حتى فرغت الحبال التى استعملوها فى جهة الشمال، ثم أخذوا الارتفاع فوجدوا القطب الشمالى قد نقص عن ارتفاع الأول درجة فصح حسابهم وحققوا ما قصدوه من ذلك، وهذا إذا وقف عليه من له يد فى علم الهيئة ظهر له حقية ذلك.
صفحہ 18
ومن المعلوم أن عدد درج الفلك ثلاثمائة وستون درجة، لأن الفلك مقسوم باثنى عشر برجا، وكل برج ثلاثون درجة فتكون الجملة ثلاثمائة وستين درجة، فضربوا عدد درج الفلك فى ستة وستين ميلا أى التى هى حصة كل درجة فكانت الجملة أربعة وعشرين ألف ميل وهى ثمانية آلاف فرسخ، وهذا محقق لا شك فيه.
فلما عاد بنو موسى إلى المأمون وأخبروه بما صنعوا، وكان موافقا لما رآه فى الكتب القديمة من استخراج الأوائل، طلب تحقيق ذلك فى موضع آخر؟ فسيرهم إلى أرض الكوفة وفعلوا كما فعلوا فى سنجار، فتوافق الحسابان، فعلم المأمون صحة ما قرره القدماء» انتهى.
7 - الماهاني
أو عبد الله محمد بن عيسى من علماء الأعداد والمهندسين، ذكره ابن النديم وذكر من تآليفه رسالته فى النسبة، وكتابا فى ستة وعشرين شكلا من المقالة الأولى من اقليدس التى لا يحتاج فى شئ منها إلى الخلف. وقال القفطى: إنه كان ببغداد، وكان له قدر معروف بين علماء هذا الشأن.
8 - الجوهرى
العباس على بن سعيد اشتغل بالفلك، وكان قيما بعمل آلات الرصد، وصحب المأمون فند به إلى مباشرة الرصد، على ما ذكره القفطى وقال ابن النديم: إنه كان فى جملة أصحاب الأرصاد، والغالب عليه الهندسة ومن تآليفه كتاب تفسير اقليدس، وكتاب الأشكال التى زادها فى المقالة الأولى من إقليدس.
صفحہ 19
9 - يحي بن منصور الحكيم
هو صاحب الرصد فى أيام المأمون، وكان متبحرا فى علوم الهندسة. قال:
إذا غلبت القوة الغضبية والشهوانية العقل، لا يرى المرء الصحة إلا صحة جسده، ولا العلم إلا ما استطال به، ولا الأمن إلا فى قهر الناس، ولا الغنى إلا فى كسب المال؛ وكل ذلك مخالف للقصد، مقرب من الهلاك.
10 - يعقوب بن إسحاق الكندى
كان مهندسا خائضا غمرات العلم، وساق المؤرخون تآليفه وأوردوا شيئا من كلامه، على نحو ترجمته فى تاريخ الحكماء وتاريخ الأطباء.
11 - الحرانى
إبراهيم بن سنان بن ثابت الصابئى الحرانى كان ذكيا عاقلا فهما عالما بأنواع الحكمة ، والغالب عليه فن الهندسة، وكان مقدما فيها. وله مقالة فى الدوائر المتماسة، ومقالة أخرى فى إحدى وأربعين مسألة هندسية من صعاب المسائل فى الدوائر والخطوط والمثلثات والدوائر المتماسة وغير ذلك. وألف مقالة ذكر فيها الوجه فى استخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب وسائر الأعمال الواقعة فى المسائل الهندسية، وما يعرض للمهندسين، ويقع عليهم من الغلط من الطريق الذى يسلكونه فى التحليل إذا اختصروه على حسب ما جرت به عاداتهم. وله مقالة مختصرة فى رسم القطوع الثلاثة وغير ذلك. ذكره القفطى وابن النديم.
صفحہ 20
12 - ابن كرنبيب
أبو العلاء بن أبى الحسين بن كرنيب. كان من أصحاب علوم التعاليم والهندسة، ذكره ابن النديم؛ وذكره أيضا القفطى فى ترجمة أخيه الحسين، وقال: إنه كان يتعاطى الهندسة أما أخوه المذكور، فكان فى نهاية الفضل والمعرفة والاضطلاع بالعلوم الطبيعية.
13 - ابن أبى رافع
أبو محمد عبد الله بن أبى الحسن بن أبى رافع. ذكره ابن النديم ولم يذكر له إلا رسالته فى الهندسة.
14 - الكرايبسى
أحمد بن عمر. قال ابن النديم: كان من أفاضل المهندسين وعلماء الأعداد، وله كتاب تفسير إقليدس، وكتاب حساب الدرر، وكتاب الوصايا، وكتاب مساحة الحلقة، وكتاب الحساب الهندى. وذكره أيضا القفطى وقال عنه. تقدم فى هذا الشأن وله فيه أمكن إمكان. ثم ساق أسماء مؤلفاته المذكورة.
15 - المكى
جعفر بن على بن محمد المهندس المكى. له من الكتب كتاب فى الهندسة، ورسالة المكعب، كذا فى الفهرست لابن النديم.
صفحہ 21
16 - يوحنا القس
واسمه يوحنا بن يوسف بن الحارث بن البطريق. وكان فاضلا ومن كبار علماء الهندسة، وممن كان يقرأ عليه كتاب إقليدس وغيره من كتب الهندسة، وكان من المترجمين عن اليونانية. وله من التآليف كتاب اختصار جدولين فى الهندسة، ومقالة فى البرهان «على أنه متى وقع خط مستقيم على خطين مستقيمين موضوعين فى مسطح واحد، سير الزاويتين الداخلتين اللتين فى جهة واحدة انقص من زاويتين قائمتين» ذكره القفطى وابن النديم.
17 - بنو أبى الرداد
كان جدهم عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن الرداد من البصرة، ثم انتقل إلى مصر وحدث بها، ويكنى بأبى الرداد، ولقبه المقريزى بالمعلم.
فلما بنى المتوكل العباسى المقياس الكبير بالروضة المعروف بالجديد فى أول 247 (1) أمر أن يسند قياسه لرجل من المسلمين، فتولاه أبو الرداد هذا إلى أن توفى سنة 266 (2). ثم بقى فى أيدى أولاده على توالى الأجيال إلى اليوم، لم يخرج عنهم إلا فى فترة قصيرة، ثم عاد إليهم ويعرفون الآن بينى الصواف، ومنهم صديقنا الفاضل مصطفى بك الصواف المهندس بوزارة الأشغال، والمتولى على المقياس الآن أحد أبناء عمه (3).
صفحہ 22
ولم نقف على أخبار مفصلة لأفراد هذه الأسرة، وإنما يذكرهم المؤرخون عند وفاء النيل كل عام. وطلوع المتولى منهم إلى سلطان مصر لإنبائه بالوفاء غير أننا رأينا فى بعض التواريخ التعبير عن بعضهم بقاضى النيل تارة، وبمهندس النيل أخرى، فلا يبعد أن يكون فيهم من درس هندسة الماء فاستحق هذا القب، ولهذا آثرنا ذكرهم، وعسى أن يكشف لنا البحث فيما بعد جلية أمرهم.
18 - الفرعانى مهندس ابن طولون
يقال إن اسمه سعيد بن كانب. وكان من المهندسين النصارى بمصر فى القرن الثالث، واختص بأحمد بن طولون فتولى له بناء أبنيته كالمسجد والعين والسقاية وغيرها. ولم يذكر المقريزى اسمه فى خصصه، بل عبز عنه بالنصرانى، ووصفه بالحذق فى الهندسة وحسن التبصربها.
وحكى أن ابن طولون غضب عليه مرة فسجنه، ثم لما أراد بناء جامعة قدروا له ثمانمائة عمود فلم يجدوها، وتورع هو عن نقلها من الكنائس ونحوها من الأماكن، وتعذب قلبه بالفكر، وبلغ هذا المهندس الخبر فأرسل له من سجنه يقول: أنا أبنيه لك بلا عمد إلا عمودى القبلة، فأحضره ورضى عنه. فبنى له جامعه كما وعد.
19 - على بن أحمد
ذكره ابن النديم بهذا اللقب فى سياقه لأسماء صناع الآلات الفلكسية، ولم يترجمه. وذكر القفطى مهندسين بهذا الإسم، أحدهما على ابن أحمد العمرانى الموصلى العالم بالحساب والهندسة، وأحد المولعين بجمع الكتب، وكان فاضلا تأتى إليه الطلبة من البلاد النازحة للقراءة عليه وتقصده الناس للاستفادة منه ومن كتبه، وكانت وفاته سنة 344.
صفحہ 23
والآخر على بن أحمد الأنطاكى المكنى بأبى القاسم المجتبى، وكان قيما بعلم العدد والهندسة غير مدافع فى ذلك، وله التصانيف الجليلة. قال عنه هلال بن المحسن الصابئى فى تاريخه: «فى سنة ست وسبعين وثلاثمائة فى يوم الجمعة الثالث عشر من ذى الحجة توفى أبو القاسم على بن أحمد الأنطاكى الحاسب المهندس انتهى. فلا ندرى: هل أراد ابن النديم أحدهما، أم الذى ذكره ثالث غيرهما.
20 - الصاغانى
أبو حامد بن محمد. كان فاضلا فى الهندسة والهيئة، إلا أنه تفرغ للهيئة، وكان يحكم صناعة الأضطرلاب، وله زيادة فى الآلات القديمة وعليه اعتمد الدولة فى المرصد ببغداد ذكره القفطى، وقال توفى فى ذى الحجة سنة 379 ببغداد.
21 - الحرانى
فرة بن قبيطا، ممن أتقن مصورات البلدان (الخرائط). قال ابن النديم: عمل صفة الدنيا وانتحلها ثابت بن قرة الحرانى، ورأيت هذه الصفة فى ثوب دبيقى خام بأصباغ وقد شمعت الأصباغ.
22 - ابن وهب
صفحہ 24
الحسن بن عبيد الله بن سليمان بن وهب. من بيت مشهور بالرئاسة، وكانت له نفس فاضلة فى علم الهندسة، وكان مشركا فيها نعم المشاركة وله من التصانيف كتاب شرح المشكل من كتاب اقليدس ومقالة فى النسبة، ذكره القفطى.
23 - أبو أيوب
عبد الغافر بن محمد. أحد المهرة فى علم الهندسة، وله تأليف حسن فى الفرائض. ذكره صاعد فى طبقات الأمم.
24 - السرى
عبد الله بن محمد كان عالما بالعدد والهندسة، وكان بالأندلس مدة الحكم المستنصر، وكان يعظمه ويروم الاستكثار منه فيقبضه عنه ويكفه عن مداخلته زهده. كذا فى طبقات الأمم لصاعد.
25 - ابن أبى عيسى الانصارى
أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد. كان متقدما فى العدد والهندسة والنجوم بالأندلس، وكان يجلس لتعليم ذلك فى أيام الحكم ذكره صاعد وذكر عن ملسمة بن محمد المرحيطى، أنه كان يقر له فى صناعة الهندسة بالسبق وفى سائر العلوم الرياضية.
26 - الأقليدى
عبد الرحمن بن إسماعيل بن زيد المعروف بالأقليدى كان متقدما فى الهندسة، معتنيا بصناعة المنطق بالأندلس، وله تآليف ورحل إلى المشرق أيام المنصور بن أبى عامر، وتوفى هناك. ذكره صاعد.
صفحہ 25
27 - البوزجانى
أبو الوفاء محمد بن يحيى بن اسماعيل بن العباس. ولد بالبوزجان من عمل نيسابور فى سنة 328، وانتقل إلى العراق، فقرأ العدد والهندسة على أبى يحيى الباوردى (1) وأبى العلاء بن كرنيب، وقرأ عليه الناس واستفادوا ونقلوا.
وممن قرأ عليه عمه المعروف بابن (2) عمرو المغازلى، وقرأ عليه أيضا خاله المعروف بأبى عبد الله محمد بن عنبسة ما كان من العديات والحسابيات وصنف كتبا جمة ذكر بعضها القفطى فى ترجمته. وتوفى ببغداد سنة 388.
وقال عنه ابن خلكان: «أحد الأئمة المشاهير فى علم الهندسة، وله فيه استخراجات غريبة لم يسبق بها. وكان شيخنا العلامة كمال الدين أبو الفتح موسى بن يونس تغمده الله برحمته، وهو القيم بهذا الفن، يبالغ فى وصف كتبه ويعتمد عليها فى أكثر مطالعاته، ويحتج بما يقوله وكان عنده من تآليفه عدة كتب وله فى استخراج الأوتاد تصنيف جيد نافع وكانت ولادته يوم الأربعاء مستهل رمضان المعظم سنة 228 بمدينة اليوزجان (3) وتوفى سنة 376» انتهى.
ثم ذكر أنه نقل تاريخ وفاته عن تاريخ ابن الأثير، ولا يخفى أنه مخالف لما ذكره القفطى والله أعلم وذكره صاحب كشف الظنون فى حرف الكاف، فقال: «وفى الأعمال الهندسة كتاب لأبى الوفاء محمد بن محمد البوزجانى المهندس جعله على ثلاثة عشر بابا».
صفحہ 26
28 - أبو بكر بن محمد
أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس المصرى. لم نقف له على ترجمة بل ذكره ابن الفرضى فى تاريخ علماء الأندلس استطرادا فى ترجمة موسى بن نصير فيمن لقيه هو بمصر، فيكون على ذلك من مهندسى القرن الرابع لأن ابن الفرضى توفى سنة 400.
وذكره أيضا الضبى فى بغية الملتمس فى ترجمة ابن الفرضى فيمن لقيه ابن الفرضى بمصر وروى عنه، وأعاد ذكره فى ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان الصدفى. ونعته فى الموضعين بلفظ المهندس، إلا أنه قال فى ترجمة أحمد بن عبد الله المعروف بابن الباجى فى سياق أخذه للحديث: «رحل متأخرا للحج، فكتب بمصر عن أبى بكر أحمد بن محمد بن اسماعيل المعروف باسم المهندس» ويستفاد من ذلك أنه كان محدثا لا مهندسا، وإنما لزمه هذا اللقب من أبيه أو أنه كان مهندسا كأبيه مع اشتغاله بالحديث أيضا.
ثم رأيت فى الصلة لابن بشكوال، فى ترجمة عبد الرحمن بن محمد الصواف المصرى، أن معاشه كان من التجارة، وأنه كان مفارضا لابى بكر بن إسماعيل المهندس، ومثله فى تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضى فى ترجمة محمد بن عبد الله المعافرى القرطبى، فذكر أنه رحل إلى مصر سنة 381، ولقى بها أبا بكر بن اسماعيل البناء المهندس، وسمع منه وأجار له. فأورداه هنا منسو بالجدة، وكثيرا ما يفعل المؤرخون ذلك. وزاد بن الفرضى، أنه كان مهندسا فى البناء كما ترى، والله أعلم، أهو المهنى بذلك، أم أبوه، أم جده.
29 - ابن غنام
إسماعيل بن بدر بن محمد الأنصارى المعروف بابن غنام، من أهل قرطبة.
صفحہ 27
كان أديبا فرضيا، ومهندسا مطبوعا، ورجلا صالحا سالما متسننا، وله اشتغال أيضا بالحديث. ذكره ابن بشكوال فى الصلة، وقال توفى بأشبيلية سنة 418 وقد قارب التسعين.
30 - ابن الصفار
أبو القاسم أحمد بن عبد الله بن عمر. كان متحققا بعلم العدد والهندسة والنجوم، وقعد فى قرطبة لتعليم ذلك، ولكن يظهر أن الغالب عليه كان الفلك، وله زيج مختصر، وكتاب فى العمل بالاضطرلاب. واستقر أخيرا بمدينة دانية ومات بها ذكره صاعد 1 وابن أبى أصيبعة، وقال ابن بشكوال فى الصلة: إنه توفى سنة 426.
31 - الناشئ
أبو مروان سليمان بن عيسى الناشئ المهندس. ذكره لسان الدين فى «الإحاطة» عرضا فى ترجمة أصبغ بن محمد المعروف بابن السمح، وذكره كذلك فى ترجمته صاعد فى طبقات الأمم، وابن أبى أصيبعة فى عيون الأنباء.
ثم أفرده صاعد بترجمة قال فيها إنه كان من مشهورى تلاميذ ابن السمح، وكان بصيرا بالعدد والهندسة وله عناية بالطب والنجوم، غير أنه قال فى اسمه سليمان بن محمد بن عيسى. فإما أن يكون لفظ (محمد) سقط من نسختى الإحاطة وعيون الأنباء، أو يكون ذكر فى الكتابين المذكورين منسوبا لجدة وكثيرا ما يفعل المؤرخون ذلك.
صفحہ 28
23 - ابن السمح
أبو القاسم أصبغ بن محمد بن السمح المهندس الغرناطى. كان بالأندلس فى زمن الحكم، وكان محققا لعلم الهندسة والعدد، متقدما فى علم الهيئة، وكانت له مع ذلك عناية بالطب وله تآليف حسان، منها كتاب المدخل إلى الهندسة فى تفسير كتاب إقليدس، ومنها كتاب ثمار العدد المعروف بالمعاملات، وكتاب طبيعة العدد، وكتابه الكبير فى الهندسة الذى تقصى فيه أجزاءها من الخط المستقيم والمتقوس والمنحنى وغير ذلك. توفى بغرناطة سنة 426 ه عن 65 سنة شمسية على ما ذكره تلميذه أبو مروان سليمان بن عيسى الناشئ المهندس، وكان يعده من مفاخر الأندلس. ذكره صاعد فى طبقات الأمم، ولسان الدين فى الإحاطة، وابن أبى أصيبعة فى عيون الأنباء، وصاحب كشف الظنون فى حرف الكاف فقال: «كتاب الهندسة كبير لأبى القاسم أصبغ بن محمد الغرناطى المهندس المتوفى سنة 416 ه».
33 - ابن الهيثم
الحسن بن الحسن بن الهيثم؛ أبو على المهندس البصرى نزيل مصر صاحب التصانيف فى علم الهندسة، وأحد علماء هذا الشأن، المتقنين المتفننين، القوام بغوامضه ومعانيه، أخذ الناس عنه واستفادوا منه، وهو السابق إلى التفكير فى بناء (الخزان) على النيل.
صفحہ 29
وكان الخليفة الحاكم بأمر الله بلغه خبره، وما هو عليه من الإتقان لهذا الشأن، فتاقت نفسه إلى رؤيته، ثم نقل له عنه أنه قال: «لو كنت بمصر لعملت فى نيلها عملا يحصل به النفع فى كل حالة من حالاته، من زيادة ونقص، فقد بلغنى أنه ينحدر من موضع عال وهو فى طرف الإقليم المصرى» فازداد الحاكم إليه شوقا، وسير إليه سرا جملة من المال ورغبه فى الحضور، فسار نحو مصر. ولما وصلها خرج الحاكم للقائه، والتقيا بقرية على باب القاهرة تعرف بالخندق، وأمر بإنزاله وإكرامه، فأقام ريثما استراح، وطالبه بما وعد به من أمر النيل. فسار ومعه جماعة من الصناع المتولين للعمارة بأيديهم؛ ليستعين بهم على هندسته التى خطرت له.
ولما سار إلى الإقليم بطوله، ورأى آثار من تقدم ما ساكنيه من الأمم الخالية، وهى على غاية من إحكام الصنعة وجودة الهندسة، وما اشتملت عليه من أشكال سماوية ومثالات هندسية، وتصوير معجز، تحقق أن الذى يقصده ليس بممكن؛ فإن من تقدمه لم يعزب عنهم علم ما علمه، ولو أمكن لفعلوا، فانكسرت همته ووقف خاطره.
ووصل إلى الموضع المعروف بالجنادل (الشلال) قبلى مدينة أسوان وهو موضع مرتفع ينحدر منه ماء النيل، فعاينه وباشره واختبره من جانبيه، فوجد أمره لا يمشى على مراده، وتحقق الخطأ فيما وعد به، وعاد خجلا منخذلا، واعتذر بما قبل الحاكم ظاهره ووافقه عليه.
وولاه الحاكم بعض الدواوين فتولاها رهبة لا رغبة وتحقيق الغلط فى الولاية؛ فإن الحاكم كان كثير الاستحالة، مريقا للدماء بغير سبب أو بأضعف سبب من خيال يتخيله، فأجال فكره فى أمر يتخلص به فلم يجد طريقا إلى ذلك إلا إظهار الجنون والخيال، فاعتمد ذلك وشاع عنه فأحيط على موجوده بين الحاكم ونوابه، وجعل برسمه من يخدمه ويقوم بمصالحة، وقيد وترك فى موضع من منزله ولم يزل على ذلك، إلى أن تحقق وفاة الحاكم، وبعد ذلك بيير أظهر العقل وعاد إلى ما كتن عليه، وخرج من داره واستوطن قبه على باب الجامع الأزهر، مشتغلا بالتتصنيف والإفادة إلى أن مات بالقاهرة فى حدود سنة 340 - أو بعدها بقليل.
صفحہ 30
قلنا هذا ما ذكره عنه القفطى 1 وابن أبى أصيبعة 2. ولا يبعد عندنا أن إحجابه عن العسل فيما كان يقصده فى النيل لم يكن عن يأس أو خطأ فى تقديره، وإنما أظهر ذلك واعتذر بما اعتذر به خوفا من بطش الحاكم، فرأى من الحكمة أن لا يقدم على مثل هذا العمل الخطير وهو فى قبضة خليفة مختبل العقل مريق للدماء بأضعف سبب.
أما مؤلفاته فكثيرة جدا، وقد نقل ابن أبى أصيبعة فى ترجمته رسالة وقف عليها بخطه ضمنها أسماء ما صنفه، فليرجع إليها من شاء 3.
34 - سعيد بن محمد الطليطلى
المكنى بأبى عثمان بن البغونش: أخذ بقرطبة علم الهندسة والعدد واشتغل بالطب أيضا، واتصل بأمير طليطلة الظافر إسماعيل بن ذى النون ثم انقبض عن الناس، وتدين فى دولة ابنه يحيى بن إسماعيل الملقب بالمأمون، وتوفى فى رجب سنة 444 وهو ابن 75 سنة.
ذكره ابن الأبار فى تكملة الصلة .
صفحہ 31
35 - ابن برغوث
محمد بن عمر بن محمد المعروف بابن برغوث، والمكنى بأبى عبد الله من تلاميذ أبى القاسم بن الصفار، وهو أكبر تلاميذه وأولهم ذكرا فيهم، وكان له إشراف على سائر العلوم. وعنه تلقى ابن حى علم العدد والهندسة، ومن تلاميذه أيضا محمد بن أحمد بن محمد بن الليث. ذكره ابن الأبار فى التكملة عن صاعد، وقال توفى سنة 444.
36 - ابن الخياط
أبو بكر يحيى بن أحمد المعروف بابن الخياط، أحد تلاميذ أبى القاسم مسلمة بن أحمد المرحيطى فى علم العدد والهندسة، ولكنه مال بعد ذلك إلى علم النجوم واشتهر به، وتوفى بطيطلة سنة 447 وقد قارب الثمانين. ذكره صاعد 1 وابن أبى أصيبعة.
37 - ابن مرشد
أبو القاسم محمد بن عبد الله بن مرشد، من أهل قرطبة. ولد سنة 356 ه وتوفى للنصف من ذى الحجة سنة 448 ه، وهو وإن لم يكن مشتهرا بالهندسة، فقد قال عنه ابن الأبار فى تكملة الصلة: «كان كاتبا كامل الصناعة، يجمع إلى ذلك الشروع فى علوم كثيرة من الحساب والتنجيم والهندسة».
38 - السرقسطى
صفحہ 32
عبد الله بن أحمد. كان نافذا فى علم العدد والهندسة والنجوم، وقعد لتعليم ذلك ببلده. ذكر تلميذه على بن نجدة بن داود المهندس، إنه ما القى أحدا أحسن تصرفا فى الهندسة منه، ولا أضبط لأصولها ذكره صاعد، وقال توفى ببلنسية سنة 448 ه.
39 - على بن نجدة
هو على بن نجدة بن داود المهندس، ذكره صاعد فى ترجمة أستاذه السرقسطى، ولم يفرده بترجمة.
40 - ابن خلدون الحضرمى
أبو مسلم عمر بن أحمد بن خلدون الحضرمى، من أشراف أهل أشبيلية كان متصرفا فى علوم الفلسفة، مشهورا بعلم الهندسة والنجوم والطب، مشبها بالفلاسفة فى إصلاح أخلاقه وتعديل سيرته وتقويم سياسته، وتوفى ببله سنة 449، وكان من تلاميذ أبى القاسم مسلمة بن أحمد ذكره ابن أبى أصيبعة، وذكره صاعد أيضا فى طبقات الأمم، ووقع اسمه فى النسخة عمرو بدل عمر.
41 - ابن الليث
محمد بن أحمد بن محمد الليث كان متحققا بعلم العدد والهندسة والهيئة، بصيرا بغيرها، ذا مروءة كاملة ونفس طيبة، توفى سنة 455 1 ببلد من أعمال بلنسية ذكره صاعد، وذكره أيضا ابن الأبار فى تكملة الصلة، وقال: إنه من تلاميذ أبى عبد الله بن برغوث.
صفحہ 33
42 - ابن خميس
أبو جعفر أحمد بن خميس بن عامر من أهل طليطلة. . . أحد المعتنين بعلم الهندسة والنجوم والطب، وكانت له مشاركة أيضا فى العلوم اللسانية، وحظ صالح من الشعر. كان من أهل قلعة أيوب ثم انتقل إلى طلطلة واستوطنها وتأدب فيها، فبرع فى العدد والهندسة والفرائض، وتعد للتعليم بذلك زمنا طويلا إلى أن توفى بها سنة 454 ذكره صاعد وذكره أيضا بن أبى أصيبعة باختصار.
43 - الكلبى
أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الكلبى من أهل بلنسية كان عالما بالعدد والحساب، مقدما فى ذلك، ولم يكن أحد من أهل زمانه يعدله فى الهندسة. انفرد بذلك وتوفى فى ذى القعدة سنة 456، كذا فى تكملة الصلة لابن الأبار.
44 - الكرمانى
أبو الحكم عمرو بن عبد الرحمن بن على من أهل قرطبة، أحد الراسخين فى علم الهندسة والعدد روى تلميذه الحسين بن محمد بن الحسين ابن حى المهندس، أنه ما لقى أحدا يجاريه فى علم الهندسة، ولا يشق غباره فى فلك غامضها وتبيين مشكلها، واستيفاء أجزائها.
وكان رحل إلى المشرق، وانتهى إلى حران من بلاد الجزيرة، فعنى هناك بطلب الهندسة والطب، ثم رجع إلى الأندلس - واستوطن مدينة سرقسطة.
صفحہ 34