کتاب الاعلام بأعلام بیت اللہ الحرام - الجزء 1

قطب الدین نہروانی d. 990 AH
36

کتاب الاعلام بأعلام بیت اللہ الحرام - الجزء 1

كتاب الإعلام بأعلام بيت الله الحرام‏ - الجزء1

اصناف

والظاهر (1): أنه لا يقتضيه ؛ والله تعالى أعلم.

وذهب الإمام أبو يوسف ، ومحمد ، والإمام الشافعى ، والإمام أحمد بن حنبل (رضى الله تعالى عنهما) إلى استحباب المجاورة بها فى قولهم : وإنه الأفضل ، قال : وعليه عمل الناس.

وحكى الفارسى فى منسكه عن المبسوطات : الفتوى على قولهما.

وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من صبر على حر مكة ساعة تباعدت النار عنه مسيرة مائة عام».

وعن سعيد بن جبير : «من مرض بمكة يوما كتب له من العمل الصالح الذى يعمله فى سبع سنين ، فإن كان غريبا ضوعف ذلك» رواهما الإمام الفاكهى ( رحمه الله تعالى).

ومحصل ما ذهب إليه أبو حنيفة رضياللهعنه من كراهة المجاورة مبنى على ضعف الخلق عن مراعاة حرمة الحرم الشريف ، وقصورهم عن الوفاء بقيام حق البيت العتيق ، فمن أمكنه الاحتراز عن ذلك ، وعرف من نفسه القدرة على الوفاء بحرمة بيت الله تعالى ، وتعظيمه وتوقيره على وجه تبقى معه حرمة البيت الريف وجلالته وهيبته وعظمته فى عينه وقلبه كما كان عند دخوله فى الحرم الشريف ، ومشاهدة بيت الله تعالى ، فالإقامة بها هى الفضل العظيم والفوز الكبير.

ولا شك فى تضاعف الحسنات ، وأما تضاعف السيئات : فأكثر العلماء على عدم تضاعفها.

ولا شك فى تردد سائر الأولياء إليها فى الأوقات الفاضلة ، فمن لمح أحدهم ، أو لمحه نال السعادة العظمى ، ووردانهم يحضرون الجمعة ، والأوقات الشريفة ، ويحجون كل عام ؛ فكان دأب والدى رحمه الله قبل أن يكف نظره أن يبادر يوم النحر بعد رمى جمرة العقبة إلى مكة ، ويجلس

صفحہ 53