قال: الفصل الثالث: فيما يخشى عليه من الكفر: إذا شتم رجلًا اسمه من أسماء النبي ﷺ فقال: يا ابن الزانية وهو ذاكر النبي ﷺ، أو قال له فقيه وجهًا شرعيًا فقال: هذا عمل الفقهاء ويعمل معي عمل السفهاء، أو بغض عالمًا من غير سبب ظاهر، أو سمع الأذان أو القرآن الكريم فتكلم بكلام الدنيا، أو قال للقراء: هؤلاء آكلو الربا، أو قال لصالح: وجهه عندي كوجه الخنزير، أو قال: أريد المال سواء كان من حلال أو حرام، أو قال: أحب أيهما أسرع وصولًا، أو قال: ما نقص الله من عمر فلان زاده الله في عمرك، أو قال: من ليس له درهم لا يساوي درهمًا، ففي هذه المسائل يخشى عليه الكفر انتهى.
ووجه خشية الكفر في كل هذه الصور أن كلًا منها يحتمله لكن احتمالًا بعيدًا، فربما مال خاطره إلى ذلك الاحتمال فيكون حينئذ كافرًا، وبهذا يعلم أن ما في معنى هذه الصور من كل ما يحتمل الكفر احتمالًا بعيدًا يكون مثلها، فينبغي تجنب التلفظ بجميع ذلك أي: يندب تارة كتجنب كلام الدنيا عند سماع القرآن أو الأذان، ويجب أخرى كأكثر الصور الباقية.