وأمده بكرام الملائكة لدى المعارك، فقاتلت عنه ظهورا، وأيده فقدم الرعب بين يديه ناصرا مسيرة شهر. وصدقه ما وعده، فمحا بسيفه كل ذي كفر.
وأراد سبحانه إظهار ما ملأ به قلبه من روائع الأنوار، وبدائع الحكم، فأعطاه أزمة جوامع الكلم. وأتم نعمته عليه، فغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
ورفع ذكره بأن قرنه بذكره، فلا يذكر إلا ويذكر، وصلى عليه هو وملائكته، وأمر بالصلاة عليه، وجعلها من أعظم القرب إليه، وأكرم الوسائل لديه، وكتب بها رفيع الدرجات، وضاعف بها لديه الحسنات، ومحا بها عظيم الأوزار، ومؤبد السيئات، وجعل الدعاء دونها محجوبا عنه، لا يصعد إليه شيء منه.
إلى ما اختصه به في القيامة من الكرامة بالمقام المحمود، والحوض المورود، والشفاعة للجماعة. إلى غير ذلك من كراماته وآياته الباهرة. ومعجزاته التي تضيق عنها الطروس والسطور، وتعجز أن تحويها القلوب والصدور.
صلوات الله عليه وسلامه وبركاته، مدد نعمه التي لا تحصى وآلائه، وعدد ساكني أرضه وسمائه، ما تعطر بسني ذكره ناد، ودعا باسم الله مقرونا باسمه مناد.
وبعد:
فإن أولى ما عمر به العمر، وأحظى ما شغل به الخاطر وأتعب فيه الفكر، ما يعظم في الدين فائدته ووقعه، ويعم خاصة المسلمين وعامتهم فائدته ونفعه.
وإنني لما رأيت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من تعزيزه وتوقيره، ومحبته وتبجيله، الذي افترضها الله سبحانه على كل مؤمن به متبع لسبيله، ورأيت
صفحہ 11