187

ابطال تاویلات خبر صفات

إبطال التأويلات لأخبار الصفات

تحقیق کنندہ

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

ناشر

دار إيلاف الدولية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

پبلشر کا مقام

الكويت

كذلك هاهنا، وكذلك الحركة فِي الجسم، وإن لم تكن حالة فيه.
فإن قيل: هَذِهِ اللفظة قد تستعمل فِي السؤال عن المكان فيقال: هو فِي البيت أم فِي المسجد؟ وتستعمل فِي الإستعلام عن المنزلة فيقال: أين فلان منك ومن الأمير؟ وقد تستعمل فِي الإستعلام للفرق بين الرتبتين فيقولون: أين فلان من فلان، يعني بذلك، فِي الرتبة والمنزلة فيحتمل أن يكون قوله: أين الله استعلاما لمنزلته وقدره عندها، وفي قبلها، وأشارت أنه فِي السماء، أي رفيع الشأن عظيم المقدار، عَلَى معنى قوله القائل إذا أراد أن يخبر عن منزلة رجل: منزلة فلان فِي السماء، أي هو رفيع الشأن.
قيل: هَذَا غلط، لأن الحقيقة فِي هَذِهِ اللفظة أنها استفهام عن المكان دون المنزلة والرتبة، وإنما تستعمل فِي ذَلِكَ عَلَى طريق المجاز فكان حملها عَلَى الحقيقة أولى.
وجواب آخر: وهو أنه لو كان استفهاما عن المنزلة لأنكر عليها جوابها بما يرجع إلى غير ما سألها، فلما لم ينكر ذَلِكَ امتنع صحة هَذَا التأويل.
وجواب آخر: وهو أن الأمة كانت من الطغام، ولا يضاف إليها المعرفة بحمل المكان عَلَى الرفعة وعلو المنزلة.
فإن قيل: فإذا لم يكن سؤالا عن المنزلة لم يبق إلا سؤال عن المكان، وأنتم لا تثبتون ذَلِكَ.
قيل: بل هو سؤال عن كونه فِي السماء لا عَلَى وجه الحلول فإن قيل: يحتمل أن يكون قولها فِي السماء معناه: فوقها، كما قَالَ تَعَالَى: ﴿فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ﴾ معناه عليها، وكذلك قوله تَعَالَى: ﴿وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ﴾ معناه عليها، يبين صحة هَذَا قوله تَعَالَى: ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ﴾ فوصف نفسه بذلك وقوله: ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ

1 / 234