ابراہیم ابو الانبیاء
إبراهيم أبو الأنبياء
اصناف
والشحن والولاة ومشيرو الملك ورأوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على أجسامهم، ولم تحترق شعرة من رءوسهم، ولم تتغير سراويلهم، ورائحة النار لم تأت عليهم، فأجاب نبوخذنصر وقال: تبارك إله شدرخ وميشخ وعبدنغو الذي أرسل ملاكه وأنقذ عبيده الذين اتكلوا عليه.»
والشبه بين هذه القصة وقصة إبراهيم ظاهر، وسماع دانيال بها في بابل له دلالته في هذا الصدد، ولكن بعض الشراح يزعم أن القصة لم تكن معروفة قبل يوناثان بن عزييل، الذي كان يجهل البابلية فالتبس عليه معنى «أور»؛ لأنها بالكلدانية تعني النار، وبالعبرية تعني النور، وظن أن نجاة إبراهيم من «أور الكلدانيين» يعني نجاته من نار الكلدانيين.
ولكن هؤلاء الشراح ينسون أن القصة قديمة وردت في باب الفصحيات من القسم الثاني من المشنا، وهو قسم المواعيد المواقيت،
3
وأنها أطول أصولا وفروعا من أن تبنى على خطأ في ترجمة كلمة، ولا سيما الكلمة التي يعرفها كل يهودي يذكر «أورشليم»، ويفهم معنى أور، ومعنى شليم، وهما معروفان لأجهل القوم بالعبرية، ومن معانيها الشعبية الشائعة: دار السلام، على صواب أو على خطأ.
وزعم شابيرا
Shapira
أن القصة من وضع كعب الأحبار، ولا تعويل على أقوال شابيرا هذا؛ لأنه زور بعض الوثائق على المتحف البريطاني، وانكشف تزويره فبخع نفسه في روتردام (1884).
ومن المعلوم أن ترجوم يوناثان - أي ترجمته - كان المعتمد الأكبر فيها على شروح الربانيين، ولم تكن نقلا مباشرا من نصوص التوراة.
ولا بد أن يلاحظ هنا أن الكنيسة السريانية التي يعيش أتباعها في بلاد الكلدان القديمة بين سورية والعراق، والتي اشتهر آباؤها بدراسة السريانية - وهي الآرامية بعينها - لا تعتبر أن القصة ناشئة من غلطة في الترجمة، وتقيم لنجاة الخليل من النار حفلا سنويا في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني.
نامعلوم صفحہ