ابراہیم ابو الانبیاء
إبراهيم أبو الأنبياء
اصناف
وحدثت مجاعة في الأرض، فانحدر إبرام إلى مصر، وقال لساراي امرأته وهو على مقربة من مصر: إني علمت أنك امرأة حسنة المظهر؛ فإذا رآك المصريون قالوا: هذه امرأته. فيقتلونني ويستبقونك، قولي: إنك أختي؛ ليكون لي خير بسببك، وتحيا نفسك من أجلك.
فلما دخل إبرام مصر رأى المصريون أن المرأة حسنة جدا، ومدحها رؤساء فرعون لديه، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى إبرام خيرا بسببها، وصار له بقر وغنم وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال.
فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة ... ودعا فرعون إبرام وقال له: ما هذا الذي صنعت بي؟ لماذا لم تخبرني أنها امرأتك؟ لماذا قلت لي: هي أختي حتى أخذتها لتكون زوجتي؟ خذها واذهب. ووكل به أناسا شيعوه إلى خارج الديار.
وعاد إبرام إلى بيت إيل حيث كانت خيمته قبل انحداره إلى مصر، ولم تحتمل الأرض إبرام ولوطا ومن معهما من حاشية وماشية، واشتجر رعاتهما وحولهم الكنعانيون والفرزيون.
3
فقال إبرام لابن أخيه: لا تكن مخاصمة بيني وبينك، وبين رعاتي ورعاتك؛ إننا أخوان، أليست الأرض أمامك؟ فاذهب حيث شئت. إن ذهبت شمالا ذهبت أنا إلى اليمين، وإن ذهبت يمينا ذهبت إلى الشمال. ونظر لوط فرأى أمامه أرضا مخصبة كأرض مصر، فاختار دائرة الأردن وارتحل مشرقا، ونقل خيامه إلى سدوم، وأهلها جد أشرار.
وبقي إبرام في كنعان فقال له الرب: ارفع عينيك وانظر في الموضع الذي أنت فيه من مشرقه إلى مغربه، ومن شماله إلى جنوبه؛ فإنني معطيك جميع الأرض التي تراها ولنسلك من بعدك، وأجعل لك نسلا كتراب الأرض لا يحصيه إلا من استطاع أن يحصي ترابها، فاضرب في الأرض طولا وعرضا كما تشاء.
فنقل إبرام خيامه وأقام عند بلوطات ممرا التي هي جبرون،
4
وبنى فيها مذبحا للرب ...
نامعلوم صفحہ