132

ابراہیم ابو الانبیاء

إبراهيم أبو الأنبياء

اصناف

ونعى عليهم النبي أرميا أنهم «بنوا مرتفعات ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار.» (6) الختان

وروى هيرودوت أبو التاريخ أنه سأل الفينيقيين والسوريين عن عادة الختان فقالوا: إنهم أخذوه من المصريين، وإن المصريين كانوا يتحرون به النظافة والطهارة.

وحقيقته التي تدل عليها المقارنة بين العادات أنه اختصار لعادة الضحية البشرية نشأ مع تقدم الإنسان في الحضارة والمدنية.

ففي أقدم العصور كان الفاتح المنتصر يقتل الأسرى قربانا على محراب إلهه، ثم تدرجوا من قتلهم إلى قطع أعضائهم، وتدرجوا من قطع أعضائهم إلى قطع غلفتهم، وجعلوا ذلك علامة على تسليم الأعداء بالهزيمة.

ولهذا بدأ الختان بالرجال، ولم تنشأ عادة الختان بالنساء إلا بعد ذلك بزمن طويل.

وانتقل الختان من اعتباره علامة تسليم لإله الأعداء، إلى اعتباره علامة تسليم للإله الذي يعبده أبناء القبيلة، وعندئذ وجب على النساء كما وجب على الرجال.

ومن بقايا عاداته الأولى أن شاءول اشترط على داود أن يقدم له مائة غلفة من الفلسطينيين مهرا لبنته ميكال، فقدم له مائتين، كما جاء في الإصحاح الثامن عشر من سفر صمويل الأول.

وليس بالصحيح أن الإسرائيليين اعتبروه علامة لقبيلتهم تميز الإسرائيلي من غيره، وإنما الصحيح أنهم اعتبروه علامة تسليم لربهم، وفرضه المكابيون على الأدميين والآتوريين حين هزموهم، وجاء في الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التكوين: أن أبناء يعقوب أوجبوا على الرجل الذي اغتصب أختهم دينا أن يختتن هو وقومه الكنعانيون. (7) المعابد والمحاريب

لم يعرف عن قوم إبراهيم - أو المنتسبين إليه على الأصح - أنهم أقاموا لهم هيكلا قبل الهيكل الذي بناه سليمان عليه السلام.

وكان الخليل يبني المحاريب على الأماكن العالية، ويختار للمحراب موضعا إلى جوار الشجر والماء، ثم تعددت المحاريب فتعددت المعبودات، وحسب العامة أن كل محراب منها قد أقيم لمعبود غير المعبودات في المحاريب الأخرى، وخلطوا بين أرباب كل إقليم، فعبدوا الأوثان التي كان يعبدها أبناء البلاد الأصلاء من قبلهم، وخيف عليهم الاختلاط والفناء فيمن حولهم من الشعوب، فاجتمعت كلمة الحكماء على تحريم بناء المحاريب في الأماكن العالية، وقصر العبادة والقربان وجميع المراسم الكبرى على هيكل واحد، وكان هذا الهيكل في مبدأ الأمر خيمة تحمل، ثم بني بالحجارة على رسم الخيمة وتقسيمها .

نامعلوم صفحہ