الباب الثالث
منهج وتطبيقات
الفصل الأول
المنهج
نرى قبل أن نتناول بالبحث مذهب ابن تيمية وآراءه في القرآن وتفسيره، والفقه وأصوله، وعلم الكلام والعقائد الدينية، والتصوف والمنطق والفلسفة، وما ذهب إليه من الآراء الاجتماعية والسياسية، نقول: نرى قبل ذلك كله وما إليه، أن نتكلم عن منهجه في البحث الذي سار عليه في كل هذه النواحي.
وذلك، بأننا نرى بحق أن الباحثين من العلماء يجمعون على أنهم لا يعملون إلا للحق، ولا يبحثون إلا عنه، ولكنهم مع هذا يختلفون في نتائج بحوثهم - حتى في العلم الواحد أو المسألة الواحدة من مسائل هذا العلم - اختلافا كثيرا؛ وذلك بسبب اختلافهم في المناهج التي يسيرون عليها.
وتكون النتيجة الحتمية هذه الاختلافات التي رأينا الكثير منها بين الشيخ ابن تيمية ومعاصريه، بل التي لا زلنا نحسها بينه وبين كثير من العلماء والفقهاء في هذا العصر الذي نعيش فيه.
بيان منهج ابن تيمية ضرورة إذن لا بد منها، فقد آمن بهذا المنهج إيمانا راسخا لا يزول، والتزمه في كل ما كتب، وصدر عنه في كل رأي ذهب إليه، ونحن نتعرض له في هذه الكلمات:
الاعتماد على الكتاب والسنة
إنه يعتمد على كتاب الله وما صح عنده من أحاديث الرسول وسنته، ثم على آراء الصحابة، على أنه قد يحتج أحيانا بأقوال التابعين والآثار التي رويت عنهم، مستأنسا بها وبخاصة في الجدل والمناظرة.
نامعلوم صفحہ