ذاك مناخها، اما عقائد اهلها بعد الاسلام ، فقد غلب عليهم الهوى الاموى، فكانوا اشد الناس تعصبا لبنى اميه، وكانوا يرون ان صلاه الجمعه لا تتم الا بلعن الامام على (ع)! وحين جاءهم الامر من عمر بن عبدالعزيز بازاله لعن امير المومنين عن المنابر امتنعوا وضجوا، وقالوا: لا صلاه الا بلعن ابى تراب!.
ثم كانت حران ماوى مروان الحمار آخر الملوك الامويين حين فر من العباسيين، وله فيها قصر كبير انفق على بنائه عشره آلاف الف درهم.
واما مذاهب اهلها ، فمنذ ان تقسم الناس على المذاهب كانت حران موطن الحنابله لا ينازعهم فيها احد، وتخرج منها علماء كثيرون فقهاء ومحدثون لا تجد بينهم غير الحنبلى، الا ان يكون مولده ونشاته بعيدا عنها. وحين وصف ابن عساكر احد اعلامها - ابا عروبه الحرانى المتوفى سنه 318 ه بانه غال في التشيع شديد الميل على بنى اميه! استنكر عليه الذهبى ذلك، فقال: ابو عروبه من اين يجيئه الغلو وهو صاحب حديث وحرانى؟! بل لعله ينال من المروانيه، فيعذر.
دمشق :
وقف هرقل على هضبات انطاكيه يكفكف دموعه، وتبدد الريح صوته المحشرج المبحوح: السلام عليك يا سوريه..
سلام مودع لا يرجو ان يرجع اليك ابدا!.
صفحہ 8