تلاه عبدالقاهر بن عبدالغنى السيف (ت 671 ه ) ليخلفه عبدالحليم بن عبدالسلام (627 - 682 ه )، وهو والد تقى الدين، بقى في حران الشيخ والخطيب حتى هجرها في سنه 667 ه اثر الاجتياح التترى، قاصدا دمشق، فختم بذلك تاريخ الاسره الحرانى، وافتتح تاريخها الدمشقى الذى كانت نهايته بوفاه ولده تقى الدين سنه 728 ه.
واما والدته: فهى ست النعم بنت عبدوس الحرانيه، توفيت بدمشق سنه 716ه ، ولها بنون تسعه ليس فيهم بنت، عرف منهم غير تقى الدين: بدر الدين ابو القاسم، فقيها ساكنا قليل الشر كما وصفه ابن الوردى، توفى سنه 717ه.
وشرف الدين عبدالله، كان فقيها عابدا توفى سنه 727 ه وهو اصغر سنا من اخيه تقى الدين.
ثم زين الدين عبدالرحمن الذى تولى الصلاه على اخيه تقى الدين عند وفاته.
قبيلته :
بقى مرجعه القبلى محل استفهام..
فان احدا ممن ترجم له لم يذكر قبيلته ولا منحدره القومى، وحتى معاصريه وتلامذته، كالذهبى، والصفدى، وابن الوردى، وابن عبدالهادى، وابن كثير، لم ينسبوه الى قبيله من قبائل العرب ولا من غيرهم.
ولم يذكر شيء من ذلك في تراجم آبائه ايضا.. فبقيت نسبته عرضه للتكهنات التى لا يويدها دليل شاف، ولا ينفيها برهان قاطع بعد سكوت معاصريه، بل ومعاصرى آبائه عن ذلك.
تيميه من هى؟
حكى قصه هذا الاسم كبيرهم محمد بن الخضر المذكور آنفا، فقال: حج ابى او جدى، انا اشك ايهما، وكانت امراته حاملا، فلما كان بتيماء راى جويريه قد خرجت من خباء، فلما رجع الى حران وجد امراته قد وضعت جاريه، فلما رفعوها اليه قال: ياتيميه! يا تيميه! يعنى انها تشبه التى رآها بتيماء، فسمى بها.
بيئته
بين حران ودمشق تقسمت حياه ابن تيميه ، خلا سنين قلائل قضاها بمصر بعد ان جاوز الخامسه والاربعين، ثم عاد الى دمشق..
ففى دمشق نشاته، وترعرعه، ونبوغه، وشهرته، ثم وفاته..
وحران مسقط راسه، ومناخ طفولته، وموطن آبائه القديم..
صفحہ 4