28
تبعا لابن سينا، وكتاب المعاد الذي ألفه في الري لمجد الدولة، وفلسفة الموت التي ألفها الفيلسوف لأخيه، والتي توجد بالفارسية في المتحف البريطاني (إضافة 16، 659).
وقد تكلم الجوزجاني وغيره من المؤلفين عن كتاب لابن سينا يجب أن يكون في التصوف خاصة مع تعليق أهمية كبيرة عليه، وهذا هو الكتاب الذي يسمى «الحكمة المشرقية» عادة، والذي يجدر تسميته «الحكمة المشرقية». ويروي الجوزجاني أن هذا الكتاب لا يوجد كاملا، ويقول عنه ابن طفيل في كتابه «حي بن يقظان»، وهو لا يجوز خلطه بكتاب ابن سينا الذي يحمل هذا الاسم أيضا،
29
ما يأتي: «إنه ألف كتاب الشفاء على مذهب المشائين، وإن من أراد الحق الذي لا جمجمة فيه فعليه بكتابه في الفلسفة المشرقية.»
وقد ذكره ابن رشد في كتابه «تهافت التهافت»، وذلك في النقاش حول ماهية واجب الوجود، فقال:
30
إن تلاميذ ابن سينا يرون «أنه المعنى الذي أودعه في فلسفته المشرقية، وإنما سماها فلسفة مشرقية؛ لأنها مذهب أهل المشرق، فإنهم يرون أن الآلهة عندهم هي الأجرام السماوية ... إلخ.»
ومن ثم ترى أن الخطأ - الذي أوجب ترجمة النعت المشتمل عليه هذا العنوان - قديم ما دام يرجع إلى تلاميذ ابن سينا، الذين أرادوا الانحراف عن مذهبه ضمن معنى الوثنية الكلدية والتصوف الهندي. ومن المحتمل جدا أن كان هؤلاء التلاميذ مفسرين غير صادقين لأستاذهم، ولا شيء يبيح لنا أن نذهب إلى أن مؤلفات ابن سينا الفلسفية الكبرى لا تعبر عن رأيه الحقيقي، وأن حكمته المشرقية تنطوي على مذهب غير ما جاء في الرسائل الصوفية التي نعرفها له.
وفي عبارة لمترجم الأحوال، حاجي خليفة، إيضاح كاشف كامل الاحتمال حول ما يجب أن يفهم من «حكمة الإشراق»؛ وذلك أنه قال إنه يوجد طريقان للوصول إلى معرفة بارئ الأشياء؛ فالأول هو طريق التأمل والبرهان، ويدعى من يتبعون هذا الطريق بالمتكلمين، إذا ما آمنوا بالوحي واستمسكوا به، ويدعون فلاسفة إذا لم يؤمنوا بذلك، أو إذا ما قاموا بتجريد لذلك. والطريق الآخر هو طريق الرياضات الزهدية. ويطلق اسم الصوفي على من يتبعونها إذا ما كانوا مسلمين مخلصين، فإذا لم يكونوا من هؤلاء سموا «الحكماء الإشراقيين». وتحتل الحكمة الإشراقية في العلوم الفلسفية وفق معناها اليوناني، عين مرتبة التصوف في العلوم الإسلامية، وإن شئت فقل: إن الحكمة الإشراقية هي التصوف اليوناني؛ ولم يكن فلوغل مخطئا - لا ريب - عندما ترجم عبارة حاجي خليفة،
نامعلوم صفحہ