ابن الرومي: حياته من شعره
ابن الرومي: حياته من شعره
اصناف
ولكنه هو كان يجهلها ويحاول البراعة فيها فلا تساعده الحيلة، فينقلب هازئا بها ويقضي عليها بأنها من تعلات الفراغ والجوع:
أرى لعبة الشطرنج إن هي حصلت
أحق أمور الناس ألا تحصلا
تعلة بوابين جاعا وأرملا
بباب قليل خيره، فتعللا
أو يقول:
تفرست في الشطرنج حتى عرفتها
فإن صح رأيي فهي بالوعة العقل
وحسب الرجل أن تقل حيلته في أواسط القرن الثالث ليكون مقضيا عليه بالهلاك أو بالفاقة، وإن اتصل بذوي الأخطار والعاملين في سياسة الدولة، بل يقضي عليه بالهلاك والفاقة لأنه اتصل بميدان هو أحوج الميادين إلى المكر وسعة الحيلة؛ فمدائح ابن الرومي نفسه أدل شيء على ضرورة الدهاء في أيامه، وشيوع هذه الخصلة بين أبناء عصره.
فإنه مدح أشتاتا من ذوي المقامات بينهم الوزير والقائد والنديم والكاتب والفيلسوف، فكان الدهاء صفة تتكرر في مدح كل واحد منهم، وثناء مشتركا بين من يطلب منه الدهاء بحكم عمله، ومن لا يطلب منه ولا يعيبه أن يفوته، وإليك أمثلة قليلة نكتفي بها عن إحصاء كل ما جاء على هذا المعنى في مدائحه الكثيرة:
نامعلوم صفحہ