212

ابن الرومي: حياته من شعره

ابن الرومي: حياته من شعره

اصناف

سحنة قد ملأت منه الإناء

ظلت عشرا كواملا في مغاني

ه أغني وأسمع الأنحاء

ولن يكون ذلك العمل إلا ضئيل الأجر مغبونه كما يظن بأجر يتناوله كاتب مغن، وكما يدل بيتاه المشهوران في بنان:

تعالى جد ديناري بنان

فحلا حيث حل الفرقدان

ولو أن النفوس بحيث حلا

غدون من الحوادث في أمان

فإن قلنا: إن «الدينارين» هنا للتلطيف لا للحصر، فأقصى ما يرتقي إليه الديناران أن يكونا عشرة! وعشرة دنانير ليست بالرزق الطيب في عصر كعصر المعتمد بمدينة بغداد.

فمعيشة الرجل في جميع أدوارها كانت معيشة عارف بالحياة متذوق لها، وهو مع المعرفة والتذوق ملدد محروم طويل الهم بأمر الرزق، مشتت الفكر بين القلق والخيبة، والمطل والحرمان، وهي معيشة مزعجة مكهربة تهد القوى، وتنهك الفكر والجسد، ولا تكون إلا وخيمة الأثر في نفس رجل مثله كثير المخاوف عليل الأعصاب.

نامعلوم صفحہ