170

Ibn Rajab al-Hanbali and His Influence in Clarifying the Creed of the Salaf

ابن رجب الحنبلي وأثره في توضيح عقيدة السلف

ناشر

دار المسير

ایڈیشن

الأولي

اشاعت کا سال

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة العربية السعودية

اصناف

يَعْلَمُونَ (٥٧)﴾ (^١) وقال تعالى: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ (^٢).
وقد ذم الله ﷾ المعرضين عن التفكر في خلق السموات والأرض وما أودعه ﷿ فيهما من مخلوقات فقال ﷿: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (٣٢)﴾ (^٣).
وقال ﷿: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (١٠٥)﴾ (^٤).
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره عند هذه الآية: يخبر الله تعالى عن غفلة أكثر الناس عن التفكر في آيات الله ودلائل توحيده بما خلقه الله في السموات والأرض من كواكب زاهرات ثوابت، وسيارات وأفلاك دائرات، والجميع مسخرات، وكم في الأرض من قطع متجاورات، وحدائق، وجنات وجبال راسيات، وبحار زاخرات، وأمواج متلاطمات، وقفار شاسعات وكم من أحياء وأموات، وحيوان ونبات وثمرات متشابهة ومختلفات في الطعوم والروائح والألوان والصفات فسبحان الواحد الأحد خالق أنواع المخلوقات المتفرد بالدوام والبقاء، والصمدية للأسماء والصفات وغير ذلك (^٥).
وقال الحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى مبينًا عظم خلق السموات والأرض وما فيهما من مخلوقات عظيمة عجيبة تدل دلالة واضحة على عظم خالقها ومبدعها وهو الله ﵎ الذي أحكم وأحسن كل شيء خلقه ﷿.

(^١) سورة غافر آية (٥٧).
(^٢) سورة يونس آية (١٠١).
(^٣) سورة الأنبياء آية (٣٢).
(^٤) سورة يوسف آية (١٠٥).
(^٥) تفسير ابن كثير (٢/ ٤٩٤).

1 / 180