10
نابحة، ويتخلل في الهواء عجاجها وذفرها،
11
فيتحولان إلى سحاب كثيف حاجب بين المدينة والسماء، وبين الله والناس.
هللوليا «سبحان الله»! يكثر الجمهور، ويفرش الكثيرون منه ثيابهم في الطريق ليسير عليها أتانه، وتزيد الأغصان التي تهز حوله كثافة، ويقترب الصبيان من دابته فيعمل على منعها من دوس أحد.
أوصنا «المجد لله»! وي! ما أشد رغبته في ختام ذلك! ألا يرى أصحابه في ذلك ما يزعج؟ ألا يعجبون من عدم سجود أحد في طريقه؟ لم يفعل الجمهور غير الصراخ والإنشاد وهز الأغصان كما لو كان ذلك للسخرية والمجون؟!
لم يلبث أن نفض عنه غبار الفتور والوجل والوضع السلبي؛ فقد بدت وجوه معادية أمامه؛ أي وقف سير الموكب. فريسيون أعداء له كانوا يعرفونه فاقتربوا منه بعجبهم وحقدهم، فقال له بعضهم: «يا معلم، انتهر تلاميذك!»
هنالك ينتبه النبي ويستوي على الأتان وتتحرك فيه جميع المشاعر التي حفزته إلى المجيء هنا، وينتحل وضع المقاتل ما علم قبل أن يتوجه إلى أورشليم أن على كل واحد أن يناضل فيها بنفسه، وما وطن نفسه على السير إليها لفتحها! فيخلع عن ذلك السائل نقاب هدوئه المصنوع، ويعرب منذ وصوله إلى أبواب المدينة عما يغلي في صدره، فيجيب عن ذلك بصوت جهير يسمعه أقصى عدد ممكن: «أقول لكم: إنه إن سكت هؤلاء فالحجارة تصرخ!»
فيرتبك الفريسيون ويغضبون وينصرفون من غير أن ينطقوا بكلمة على حسب عادتهم، ويتجدد هتاف الجمهور حول يسوع، ثم يسود نداء حاد ضوضاء المدينة، فهذا بوق التل! هذا صوت الكهنة!
يحدق يسوع إلى التل وينكز الأتان ويسير من أقصر الطرق إلى الهيكل. •••
نامعلوم صفحہ