قال ص26: (فإن قال -يعني المخالف للشيخ- الكفار يريدون منهم (من الأصنام) وأنا أشهد أن الله هو النافع الضار المدبر لا أريد إلا منه والصالحون ليس لهم من الأمر شيء ولكن أقصدهم أرجو من الله شفاعتهم فالجواب: أن هذا قول الكفار سواء بسواء!!)! اه.
أقول: الذي يقول الكلام السابق لا يكفر؛ لأنه متأول أو جاهل، وكونه يتفق مع الكفار في جزئية يسيرة لا يعني مساواته بالكفار أو أن لهما الحكم نفسه(1).
بمعنى لو أقسم أحد بغير الله، فقد شارك الكفار في جزئية يسيرة، لكن لا يكفر بسببها، فالشيخ غفل عن مثل هذه الدقائق؛ فوقع في تكفير المسلمين، فتركيز الشيخ على آية (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)، التي هي حكاية عن انقطاعهم واعتذارهم الذي لا يصاحبه صدق نية، وإغفاله لبقية الآيات في وصف الكفار وعقائدهم، فيه نقص في استيفاء مواطن اختلاف الكفار عن المسلمين.
ثم طلب الشفاعة من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والصالحين مع اعتقاد أنهم جميعا عبيد الله، وأنهم لا يعطون شيئا إلا بإذن الله، هذا كله ليس كالسجود للأصنام، وإن كان خطأ أو بدعة صغرى أو كبرى، ولذلك يستطيع مخالف الشيخ أن يلزمه تكفير شارب الخمر، لأنه لا يشربها إلا وهو يحبها والمحبة عبادة، وصرف شيء من المحبة لغير الله شرك وهكذا..
وإن قلتم: نحن لا نعترض على محبة الصالحين وإنما نعترض على عبادتهم.
صفحہ 46