24

Ibhaj al-Mu'minin bi Sharh Minhaj al-Salikin wa Tawdhih al-Fiqh fi al-Din

إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين

ایڈیٹر

أبو أنيس على بن حسين أبو لوز

ناشر

دار الوطن

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1422 ہجری

پبلشر کا مقام

الرياض

ولقد كان والد الشيخ عبد الرحمن من العلماء، وإمامًا لمسجد المسوكف بعنيزة، وكان قد وصَّى ابنه حمدًا برعاية أخيه الأصغر الشيخ عبد الرحمن.

وقد كانت نشأته مثارًا للإعجاب والدهشة ولفت الأنظار؛ لذكائه ورغبته الشديدة في طلب العلم، كما كان محافظًا على الصلوات الخمس مع الجماعة، حتى إنّه خرج لصلاة الفجر صباح سطوة آل سليم، وكان عمره خمس عشرة سنة، وكان القصر فيه الرماة، وكان الناس متحصنين في منازلهم خوفًا على أنفسهم، فقابل بعض الناس فخاطبوه، فقالوا: إلى أين تريد الذهاب؟ فقال: لصلاة الفجر!! فضربه حتى ألجأه إلى الانصراف إلى بيته، وعلى هذا كان حرصه على ألاَّ تفوته صلاة واحدة في أشد الأزمات التي واجهته في عصره.

طلبه للعلم:

كما ذكرنا في نشأة الشيخ من حرصه على طلب العلم الشرعي، فقد حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل تمام الثانية عشرة من عمره، واهتم بطلب العلم على علماء بلده، وعلماء البلاد المجاورة لها، كما كان يستفيد من العلماء الذين يفدون، ومن يردون إلى بلده، كما جعل أوقاته كلها في تحصيله للعلم، حفظًا وفهمًا ودراسة ومراجعة واستذكارًا، حتى أدرك في صباه من العلم مالا يدركه غيره في زمن طويل.

وقد كان لا يصرفه عن حلق الذكر ومجالس الدرس أي صارف، ولا يرده عن الدروس أي راد، إلا ما يكون في حال الضرورة، كما تعلم القراءة والكتابة في سن مبكرة، ثم انكبّ على العلم وانقطع له، ولم يشتغل بأي من الأعمال التجارية حرصًا على طلب العلم.

ولما لاحظ أقرانُه في طلب العلم تقدمه عليهم، ونبوغه المبكر تتلمذوا عليه،

24