314

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة

الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية

ایڈیٹر

عثمان عبد الله آدم الأثيوبي

ناشر

دار الراية للنشر

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

1418هـ

پبلشر کا مقام

السعودية

وإن الذين أمرتك باتباعهم في القدر لأهل التنزيل الذين تلوه حق تلاوته فعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وكانوا بذلك من العلم في الراسخين ثم ورثوا علم ما علموا من القدر وغيره من بعدهم فما أعلم أمرا شك فيه أحد من العالمين لا يكون أعظم الدين أعلى ولا أفشى ولا أكثر ولا أظهر من الإقرار بالقدر لقد آمن به الأعرابي الجافي والقروي القاري والنساء في ستورهن والغلمان في حداثتهم ومن بين ذلك من قوي المسلمين وضعيفهم فما سمعه سامع قط فأنكره ولا عرض لمتكلم قط إلا ذكره لقد بسط الله عليه المعرفة وجمع عليه الكلمة وجعل على كلام من جحده النكرة فما من جحده ولا أنكره فيمن آمن به وعرفه من الناس إلا كأكلة رأس فالله الله فلو كان القدر ضلالة ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كانت بدعة فعلم المسلمون متى كانت فقد علم المسلمون متى أحدثت المحدثات والبدع والمضلات

وإن أصل القدر لثابت في كتاب الله تعالى يعزي به المسلمين في مصائبهم بما سبق منها في الكتاب عليهم يريد بذلك تسليتهم ويثبت به على الغيب يقينهم فسلموا لأمره وآمنوا بقدره وقد علموا أنهم مبتلون وأنهم مملوكون غير مملكين ولا موكلين قلوبهم بيد ربهم ولا يأخذون إلا ما أعطى ولا يدفعون عن انفسهم ما قضى قد علموا أنهم إن وكلهم إلى أنفسهم ضاعوا وإن عصمهم من شرها اطاعوا هم بذلك من نعمته عارفون كما قال نبيه وعبده الصديق

﴿وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين

﴿وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم

فتبرأ إلى ربه من الحول والقوة وباء مع ذلك على نفسه بالخطيئة كانت لهم فيه أسوة وكانوا له شيعة لم يجعل الله تعالى القدر والبلاء مختلفا في صدورهم ومنع الشيطان أن يدخل الوسوسة عليهم فلم يقولوا كيف يستقيم هذا قد علموا أن الله هو ابتلاهم وأن قدره نافذ فيهم ليس هذا عندهم بأشد من هذا ولا يوهن هذا عندهم هذا يحتالون لأنفسهم كحيلة من زعم أن الأمر بيده ويؤمنون بالقدر إيمان من علم أنه مغلوب على أمره فلم يبطيهم الإيمان بالقدر عن عبادته ولم يلقوا بأيديهم إلى التهلكة من أجله ولم يخرجهم الله عز وجل بالبلاء من ملكه فهم يطلبون ويهربون وهم على ذلك بالقدر يوقنون لا يأخذون إلا ما أعطاهم ولا ينكرون أنه ابتلاهم كذلك خلقهم وبذلك أمرهم

صفحہ 250