286

الابانہ في اللغة العربية

الإبانة في اللغة العربية

تحقیق کنندہ

د. عبد الكريم خليفة - د. نصرت عبد الرحمن - د. صلاح جرار - د. محمد حسن عواد - د. جاسر أبو صفية

ناشر

وزارة التراث القومي والثقافة-مسقط

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

پبلشر کا مقام

سلطنة عمان

يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ﴾.
فالمخاطبة للنبي، ﷺ، والمراد غيره من الشكاك؛ لأن القرآن إنما أنزل بمذاهب العرب كلها، وهم يخاطبون الرجل بالشيء ويريدون غيره؛ ولذلك يقول متمثلهم: "إياك أعني واسمعي يا جارة".
ومن ذلك قول النبي، ﷺ: "أنزل علي كتاب لا يغسله الماء". أراد به: محفوظ في صدور الرجال، يأخذه الآخر عن الأول إلى يوم القيامة. فإن محي بالماء لم يذهب كما ذهب كثير من كتب الله، ﷿، لم تحفظ وباد أهلها كصحف شيت وصحف إبراهيم، ﵇. وكل كتاب لا يحفظ، إذا محي ذهب.
ومن ذلك قول الله، ﷿: ﴿فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾.
يقال: هذا من معاريض الكلام؛ لأنه لم يكن عندهم [علم] أنه على دينهم؛ فلذلك لم يقولوا: إن الله يجزيك تصدقك.
وذكروا أن مهلهلًا، لما أراد عبداه قتله، حمّلهما بيت شعر إلى ابنتيه، وكان من المعاريض، وهو:
من مخبر الأقوام أن مهلهلًا ... لله درُّكُما ودرر أبيكما
فلما قتلاه وجاءا إلى الحي سألتاهما ابنتاه عنه، فقالا: مات، فقالت ابنته الصغرى: ما كان أبي يموت عن غير وصية، فهل أوصاكما بشيء؟ فقالا: استحملنا بيت شعر

1 / 290