حسن حنفي
25 يناير 2012
الهوية
أولا: الموضوع والمنهج
الهوية موضوع فلسفي بالأصالة. عالجه الفلاسفة المثاليون والوجوديون على حد سواء؛ المثاليون ميتافيزيقيا، وحولوه إلى قانون، قانون الهوية. والوجوديون نفسيا؛ منعا لانقسام الذات على نفسها، ومن ثم إنكار الوجود الإنساني. وقد يصبح عند بعض الفلاسفة القانون الأول في الفكر وفي الوجود مثل فشته. والغيرية ليست قانونا مستقلا بذاته مغايرا، بل هي نفي للهوية «اللاأنا». ويكون القانون الجدلي الموضوع: الأنا. نقيض الموضوع: اللاأنا. مركب الموضوع «الأنا المطلق».
1
وهو عند الواقعيين، خصوصا الوضعيين، تحصيل حاصل، لا يعني شيئا. هو تكرار لفظي للضمير المنفصل «هو»؛ مثل معظم مصطلحات الفلاسفة ومشكلاتهم. من الطبيعي أن يطابق الشيء ذاته وألا ينفصم عنها في غيره. هذه طريقة الميتافيزيقا؛ إثارة الغبار ثم الشكوى من عدم الرؤية. فهي بالنسبة إلى الوضعيين مشكلة زائفة مثل معظم قضايا الميتافيزيقا، أو هي عبارات أدبية مصوغة على نحو عقلي. لا مضمون لها، ولا تشير إلى شيء، ولا تقول شيئا، مجرد تحصيل حاصل، والحديث عنها لغو كلام.
وهي ليست موضوعا صوريا نظريا لا يفهم؛ كما تقول العامة التي تريد التعامل مع الأشياء العيانية الملموسة؛ فماذا يعني أن يكون الشيء هو هو؟ وهل الشيء غير الشيء نفسه؟ ومن الذي افترض أن الشيء يمكن أن يكون على غير ما هو عليه؟ أليس ذلك افتراض مشكلة ثم محاولة حلها؟ خطأ في السؤال، وخطأ في الإجابة، ومجموع الخطأين لا يكون صوابا، يكثر الميتافيزيقيون استعماله؛ لأنه يعبر عن الموضوع في ذهنهم، وهو مثلهم الأعلى، وهو مصطلح شائع عن الفلاسفة مثل باقي المصطلحات الفلسفية؛ يفترضون القسمة ثم يقولون بالوحدة، يفترضون أفلاطون ثم يقولون بأرسطو.
ويتداخل مفهوم الهوية مع مفهوم الماهية؛ فالهوية لغويا أن يكون الشيء هو هو وليس غيره، وهو قائم على التطابق أو الاتساق في المنطق. والماهية أن يكون الشيء «ما هو» بزيادة حرف الصلة «ما» على الضمير المنفصل «هو»، والمعنى واحد. قد يجعل البعض الماهية أكثر عمقا من «الهوية»، وفي اللغات الأجنبية لكل لفظ منفصل ماهية
Essence
نامعلوم صفحہ