295

حسن التنبه

حسن التنبه لما ورد في التشبه

تحقیق کنندہ

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

پبلشر کا مقام

سوريا

اصناف

فأما محبتهن للعطف عليهن والشفقة بهن لأنهنَّ خلقن من ضِلَع عوجاء، أو لتأدية السنَة، وتنفيذ الحكمة، وطلب الولد، فهذا من جملة مسالك النجاح، ومدارك الفلاح، ومنه قوله ﷺ: "حُبِّبَ إِليَ مِنْ دنيَاكُمُ النِّساءُ، وَالطيبُ، وَجُعِلَتْ قُرةُ عَيْنيَ فِيْ الصَّلاة". رواه الإِمام أحمد، والنَّسائي، والحاكم، والبيهقي من حديث أنس ﵁ (١).
وتأمل في قوله: "مِنْ دنياكُمْ"؛ إذ فيه إبعاد عن إضافة الدُّنيا إليه؛ فإنَ محبة الدُّنيا بحيث يؤثرها على شيء مما أمر به؛ فإنها قد تحول بين العبد وبين الفلاح، كما قال رسول الله ﷺ: "كَيْفَ تُفْلحُ وَالدُّنْيا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ أَحْنَىْ النَاسِ عَلَيْكَ؟ " رواه الخطيب من حديث جابر رضي الله تعالى عنه (٢).
وروى قاضي القضاة التاج ابن السُّبكي في "طبقاته" عن الشيخ أبي عبد الرَّحمن السُّلَمي قال: قلت للأستاذ أبي سهل الصُّعْلُوكي رحمه الله تعالى في كلام يجري بيننا: لِمَ؟ فقال لي: أما علمت أنَّ من قال لأستاذه: (لِمَ) لا يفلح؟ (٣).

(١) رواه الإِمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٢٨)، والنسائي (٣٩٣٩)، والحاكم في "المستدرك" (٢٦٧٦)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٧/ ٧٨). وصححه ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (٢/ ١٤٠).
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (٨/ ٣٨٠)، وحكم عليه ابن حجر بالوضع في "لسان الميزان" (٢/ ٤١٧).
(٣) رواه السُّبكي في "طبقات الشافعية الكبرى" (٣/ ١٧١).

1 / 184