202

حسن التنبه

حسن التنبه لما ورد في التشبه

تحقیق کنندہ

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

پبلشر کا مقام

سوريا

اصناف

وقال ﷺ لعلي رضي الله تعالى عنه: "أَلا تَرْضَىْ أَنْ تَكُوْنَ مِنِّيَ بِمَنْزِلَةِ هارُوْنَ مِنْ مُوْسَى إِلاَّ أَنَّهُ لا نبِي بَعْدِيْ". رواه الشيخان - أيضا - عن سعد بن أبي وقاص ﵁ (١). وإنما لم يحدث جميع أصحابه بالأخوة التي بينه وبينهم بمقتضى قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: ١٠]؛ لإظهار مزية من حدث بأخوتهم منهم، ولئلا يفتضح أهل النفاق، وأهل القصور عن درجة الأخوة، ولئلا يتكلموا على ما يحدثهم به من ثبوت الأخوة لهم، أو يحصل لهم زهو بذلك وإعجاب، وهذا مأمون فيمن يأتي من بعدهم من إخوانه ﷺ لأنه لم يذكرهم بأعيانهم، وإنما ذكر قومًا يأتون من بعده يؤمنون به إيمانًا كاملًا يصيِّرهم إخوانه ﷺ، فكل مؤمن يرجو هذه المزية، ويسعى على تحصيلها له. ولما فات هؤلاء فضيلة التسويد معه، والمجالسة له، جَبَر ما فاتهم بتشوقه إليهم مع تسميتهم إخوانه، والثناء على إيمانهم، وتفضيل إيمانهم، وإعجابه به، كما روى الإمام أحمد، والطبراني، وأبو يعلى - ورجال إسنادهما ثقات إلا أبا عائذ فضعفه ابن عدي (٢)، ووثقه ابن حبان (٣) - عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "وَدِدْتُ

(١) رواه البخاري (٣٥٠٣)، ومسلم (٢٤٠٤). (٢) انظر: "الكامل في الضعفاء" لابن عدي (٦/ ٤٦٦)، واسم أبي عائذ: محتسب بن عبد الرحمن. (٣) انظر: "الثقات" لابن حبان (٧/ ٥٢٨).

1 / 88