152

حسن التنبه

حسن التنبه لما ورد في التشبه

تحقیق کنندہ

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

پبلشر کا مقام

سوريا

اصناف

أصلًا بخلاف تلك. وأنت فتأمل في قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ [آل عمران: ٣١]؛ فإنه أثبت للمحبين ذنوبًا تغفر، وهي ذنوب الخطأ والزلات، لا ذنوب القصد والمخالفات. وفي الآية لطيفةٌ، وهي أنه ﷾ جعل وجود المحبة مشروطًا بوجود الاتباع، لا بعدم المعصية. قال وهب بن منبه: قال إبليس: يا رب! إن عبادك يحبونك ويعصونك، ويبغضوني ويطيعوني، فقال الله تعالى: إني قد غفرت لهم ما يعصوني بما أحبوني، وعفوت عما يطيعونك بما أبغضوك. وروى الطبراني، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: "إِنَّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ ذَنْبًا يَعْتَادُهُ الْفَيْنَةَ (١) بَعْدَ الْفَيْنَةِ، أَوْ ذَنْبًا لا يَتْرُكُهُ حَتَّىْ يَمُوْتَ، إِنَّ الْمُؤْمِنَ خُلِقَ خَطَّاءَ نسَّاءَ، فَإِذَا ذَكَرَ ذُكِرَ" (٢). وروى البزار، والطبرانيُ - وحسنه ابن حجر في "أماليه" - عن جابر رضي الله تعالى عنه، عن النبي ﷺ قال: "الْمُؤْمِنُ وَاهٍ رَاقِعٌ (٣)، وَسَعِيْدٌ

(١) أي: الحين بعد الحين. (٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٦٦٦)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٢٤)، وحسنه العراقي في " تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ١٠٠٢). (٣) قوله: (واهٍ راقع)؛ أي: يَهِيْ دينه بمعصيته، ويرقعه بتوبته، من رقعت الثوب: إذا رممته. انظر: "النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٢/ ٢٥١).

1 / 38