121

حسن السلوك

حسن السلوك الحافظ دولة الملوك

تحقیق کنندہ

فؤاد عبد المنعم أحمد

ناشر

دار الوطن

پبلشر کا مقام

الرياض

الْخلق أَجْمَعِينَ وأنعم عَلَيْهِ أَنْوَاع النعم فأكمل حواسهم وَخلق فيهم الشَّهَوَات ثمَّ أَفَاضَ عَلَيْهِم نعمه فكملت لَهُم اللَّذَّات وَبعد هَذَا فَمَا قدرُوا الله حق قدره وَلَا عظموه حق عَظمته بل قَالُوا فِيهِ مَا لَا يَلِيق بِهِ ووصفوه بِمَا يَسْتَحِيل عَلَيْهِ وسلبوه مَا يجب لَهُ من الْأَسْمَاء الْحسنى وَالصِّفَات الْعليا فَمنهمْ من قَالَ هُوَ ثَالِث ثَلَاثَة وَمِنْهُم من قَالَ لَهُ زَوْجَة وَمِنْهُم من قَالَ لَهُ الْبَنَات وَله البنون وَمِنْهُم من يجسمه ويشبهه وَمِنْهُم من أنكرهُ رَأْسا وَقَالَ مَا لِلْخلقِ صانع كَمَا حَكَاهُ الخلاق عَنْهُم فَقَالَ ﴿نموت ونحيا وَمَا يُهْلِكنَا إِلَّا الدَّهْر﴾ وَهُوَ مَعَ ذَلِك يحييهم ويبقيهم وَيصِح أجسامهم وحواسهم ويرزقهم وَيَقْضِي مآربهم وأوطارهم ويمتعهم مَتَاعا حسنا ويبلغهم أمانيهم فِي مُعظم مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ فمعاصيهم إِلَيْهِ صاعدة وَبَرَكَاته عَلَيْهِم نازلة كل يعْمل على شاكلته وَينْفق مَا عِنْده ٢٥٦ - وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن رَسُول الله ﷺ يَقُول الله تَعَالَى (مَا أحد أَصْبِر على أَذَى من الله يجْعَلُونَ لَهُ ولدا وَهُوَ

1 / 184