148

أعط ابنك هذه الأثواب الخمسة ليعمل في فكاك أخيه». وكان قيمتها ألف دينار (1). ولما تحقق الحسين منهم الإخلاص ، وعلم منهم التوطن على المفادات دونه أوقفهم على حقيقة ما عنده ، وأخبرهم بعزمه على منازلة القوم ، ثم صار يوضح لهم ما يجري عليه من القتل ، فصاحوا بأجمعهم صيحة واحدة : الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك ، وشرفنا بالقتل معك ، أو لا ترضى أن نكون معك في درجتك يابن رسول الله؟ قال أرباب السير : فدعا لهم الحسين بالخير (2)، وكشف لهم عن أبصارهم فرأوا ما حباهم الله من نعيم الجنة ، وعرفهم منازلهم فيها (3)، وليس ذلك على الله بعزيز ، ولا في تصرفات الإمام بغريب (4)؛ فإن سحرة فرعون لما آمنوا بموسى (عليه السلام) وأراد فرعون قتلهم أراهم النبي موسى منازلهم في الجنة ، فهم كما وصفهم المرحوم كاشف الغطاء (5) بقوله :

وأتت بنو حرب تروم ودون ما

رامت تخر من السما طبقاتها

صفحہ 149