من علماء تلك البلاد ما يدفع شبهته ويبطل حجته. وقد كتبت إليكم شبهته التي أغوى بها كثيرا من العوام، ولبس بها على الطغام، فتفضلوا بما يدفع شبهته من الحجج البالغة والبراهين الدامغة، والدلائل بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار الصحابية والتابعية. فالغوث الغوث.
وقد علمتم أن الرد عليهم من فروض الكفاية ﴿يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾ فالهمة الهمة، القيام القيام، وجاوبوا بجواب مبسوط شاف كاف مع المبادرة، فإن داعي الإسماعيلية قد كتب جوابا على ما يدعيه من الأحاديث التي كتبتها لكم مطولا ثم ختم بأبيات من شعره يمدح فيها مذهبه وأهله ويذم من خالفه فاجعلوا أيضا ختم جوابكم أبياتا من الشعر في فضل السنة وأهلها، وفضل الصحابة، وفضل الأئمة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
الأحاديث التي أوردها الإسماعيلي يؤيد بها مذهبه
فمن الأحاديث التي أوردها الإسماعيلي ما في مسند الإمام أحمد أنه ﷺ أخذ بيد علي ﵁ بعد أن جمع الناس للصلاة بغدير يقال له غدير خم -بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم- وقال: «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى، قال: «اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» وقال الإسماعيلي: إن المولى في الحديث بمعنى الأولى، وأنه إنما أراد لعلي من الولاء عليهم ما له ﷺ من الولاء، قال وقوله قبل ذلك: "ألستم
1 / 47