جذبت إلو أحد المقاعد نحو المنضدة وقالت: «والآن تفضلي بالجلوس، اجلسي هنا وتناولي بعضا من الطعام والقهوة.»
قالت جولييت: «لا عليك، لست بحاجة لذلك.» «لا، فها هي القهوة التي أعددتها لتوي، وسأحتسي قهوتي أثناء عملي، وقد تبقى الكثير من الطعام.»
وضعت أمام جولييت - بجانب القهوة - قطعة من الفطير؛ ذات لون أخضر فاتح ومغطاة بقطع صغيرة من المارينج.
قالت وهي تعبر عن عدم رضاها: «أوه، إنه جيلي الليمون، لكن قد يكون مذاقه جيدا، أم تفضلين بعضا من الفطير بالرواند؟»
قالت جولييت: «لا بأس، فهذا جيد.» «إن الفوضى تعم المكان، قمت بالتنظيف بعد انتهاء مراسم ليلة الوداع، ورتبت كل شيء، ثم جاءت مراسم الجنازة، والآن وبعد أن انتهت الجنازة، علي ترتيب كل شيء مجددا.»
كان صوتها ينم عن التظلم الشديد، حتى إن جولييت شعرت أنه عليها أن تقول: «عندما أنتهي من هذا يمكنني مساعدتك.»
قالت: «لا، لا أعتقد هذا، إنني أعرف مكان كل شيء.» كانت تتحرك في أرجاء المكان دون سرعة كبيرة إنما بفاعلية وتصميم من يعرف هدفه جيدا (مثل هؤلاء السيدات لا يحتجن معاونتك، يمكنهن معرفة شخصية من أمامهن). استمرت في تنظيف الزجاج والصحون، وأدوات المائدة، وكانت تضع ما جففته في الخزانة أو في الأدراج، ثم أخذت تكشط بقايا الطعام من الأواني والأوعية - بما فيها الوعاء الذي استردته من الكلبتين - وغمرتها في المياه المشبعة بالصابون، وراحت تنظف المائدة والنضد، وتلوي قماش تجفيف الأطباق وكأنه أعناق دجاج، وكانت تتحدث إلى جولييت، ويتخلل حديثها بعض فترات الصمت. «هل أنت صديقة لآن، هل تعرفينها من قبل؟» «لا.» «كلا، لا أعتقد هذا؛ فإنك صغيرة في العمر. إذن لم أردت حضور الجنازة؟»
قالت جولييت: «لم أكن أعلم، لقد أتيت إلى هنا من أجل الزيارة.»
كانت تحاول أن تبدو كما لو أن الأمر جاء مصادفة، وأن لديها العديد من الأصدقاء، وهي فقط تتجول وتقوم بزيارات عارضة.
وبمزيد من الطاقة والعزم راحت إلو تلمع أحد الأوعية وقد اختارت ألا ترد على هذا الكلام، وجعلت جولييت تنتظر ولم تتحدث إلا بعد أن انتهت من تنظيف عدة أوان. «لقد أتيت لزيارة إيريك. إنك عثرت على المنزل الصحيح؛ فإيريك يعيش هنا.»
نامعلوم صفحہ