انسانی آزادی اور علم: ایک فلسفیانہ مسئلہ
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
اصناف
الإجابة بالنفي، وكينونة الحرية في الحس المشترك لا تقدم ولا تؤخر من حال المعضل، فكما أوضحنا آنفا، في المدخل، الحس المشترك ينزع أيضا إلى الحتمية الكونية، وربما كان نزوعه إلى الحتمية أعمق وأكثر إلحاحا من شعوره بالحرية، وكما يقول بول فيز: «يسلم الحس المشترك بهاتين القضيتين «الحتمية والحرية» لأنه أصلا مجال للتناقضات، وأبعد ما يكون من الصورة النسقية المترابطة للاعتقاد».
33
وإذا أضفنا إلى هذا قصور مداه وخبراته، اتضح كيف يسهل على الحتمية العلمية، قهره وتفنيد إحساسه بالحرية، وكما يقول ويتلي، في كتاب له يمكن أن تعده من أقوى العروض العنيدة والمصرة على التفسير الحتمي العلي لكل ظواهر الوعي والسلوك الإنساني جملة وتفصيلا، ونفى أية إمكانية لفرض الحرية الباطل - يقول ويتلي: «ثمة شيء ما كالوعي بالحرية، كما أن ثمة الوعي المتناقض باللاحرية ولكن لا يمكن أن يكون ثمة وعي بلا علية، والعلية واللاعلية ليستا من النوع الذي يمكن معرفته معرفة فورية أو حدسية، فأن نقر أو ننفي علاقة علية بين حادثتين هو أن نقول شيئا أكثر مما يمكن اكتشافه بمحض الملاحظة المجردة للحوادث في ذاتها، وعيي أنا بأفعالي لا يمكن في حد ذاته أن يخبرنا بما إذا كانت أمثلة لقانون كلي»،
34
هكذا ترتد السهام إلى الصدور، ويتضح أن شعور الحس المشترك بالحرية هو عينه مظهر الجهل بالقوانين الكلية والعلل الكامنة في الخلف، ويتناول بلانشارد القضية بصورة أكثر هوادة، حيث يقول: «إن السؤال في حقيقته، ليس عما إذا كنا نستطيع فعلا أن نختار ما نختاره، وما إذا كان الاختيار ذاته قد أتى وفقا لقانون، وكنتيجة لمقدمات علية سابقة، إن هذا الإحساس بالحرية أو إدراكها يأتي من أننا نقوم بالفعل الحر أو بالاختيار - أو بالأصح ما نظنه هكذا - وأنظارنا مصوبة شطر الأمام، شطر المستقبل، شطر الغايات والمجاني التي سوف نظفر بها من هذا الاختيار، فنعتقد أننا أحرار فيه وفي الظفر بنتائجه، ومن ثم نظل على جهل بأن كل فعل وكل اختيار محتم، ولو نظرنا إلى الوراء، إلى الماضي والسوابق لوجدناها هي التي حتمت هذا الفعل، فلا اختيار إذن ولا حرية»،
35
وينتهي براند بلانشارد إلى أن الاعتراض على الحتمية بأننا نشعر دائما بالحرية مردود عليه كالآتي: من الطبيعي أن نشعر بالحرية على الرغم من أننا خاضعون للحتمية، طالما نصوب أنظارنا شطر نتائج الفعل وليس شطر علله، ودائما تفوتنا ملاحظة العلل،
36
مرة أخرى الشعور بالحرية هو الجهل بالقوانين الكلية والعلل الكامنة في الخلف، إنه مظهر من مظاهر القصور الإدراكي.
وقد يحاول الحس المشترك تدارك قصوره بشيء من المنهجية، ولن يجد أمامه إلا الاستبطان فهل ثمة أمل في الحرية؟ ربما لأن استبطان عملية اتخاذ القرار يكشف عن أنه نشاط حر لا حتمي وإذا كانت الحواس تخدعنا، كأن يرى السراب في قلب الصحراء واحة خضراء، فإن الاستبطان بمنجاة عن خطأ الحواس،
نامعلوم صفحہ