وهنالك الكثير والكثير ، وما نريد تأكيده هو أن تكون الزيارة خالصة لله تعالى لا يدخل فيها غرض من الأغراض فإذا دخل فيها شيء من ذلك كان نصيبه من الأجر والثواب ويجب أن يكون ميزان الزيارة هو كثرة الإيمان لا كثرة الأموال وما أكثر المجاملات في عصرنا فكم من غني إذا أصيب بمرض أوعلة التف حوله أكثر الناس من جيران وغيرهم ، وكم من فقير لا يدخل عليه أحد لا من قريب ولا من بعيد ، ولا يجلس بجانبه رفيق أو صديق ، تغيرت الأحوال وتقلبت قلوب الرجال تبعا للأهواء والأموال ، قال الشاعر :
نعيب زماننا والعيب فينا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
فدنيانا التصنع والترائي
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
وما لزماننا عيب سوانا
ولو نطق الزمان لنا هجانا
ونحن به نخادع من يرانا
ويأكل بعضنا بعضا عيانا
6 وإن مات اتبعت جنازته :
تشييع الجنازة من الأمور التي حث عليها الدين وأرشدنا إليها الرسول الأمين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ، وذكر العلامة القرشي في شمس الأخبار عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( من شيع جنازة كتب له بكل قدم يرفعها ويضعها ستمائة ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيئة ويرفع له بها ألف ألف درجة ) (1)
وروى الإمام أبو طالب بسنده إلى الإمام علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( من غسل ميتا وكفنه وحنطه وحمله وصلى عليه ولم يفش ما رأى منه خرج من خطيئته كيوم ولدته أمه ) (2)
وروى الإمام الهادي عليه السلام بطريقه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( من حثا في قبر أخيه ثلاث حثيات من تراب كفر عنه من ذنوبه ذنوب عام ) (3) .
صفحہ 90