فكيف بنا نحن الذين لم يشغلنا صيام أو إعتكاف إنما التكاسل وعدم الرغبة في قضاء الحوائج بل قد نجيد الإعتذار والتهرب من قضائها وكأن الأمر لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد ، وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة الوفاء من المستقرض لكي يستطيع القارض إقراضه ، أو مساعدته في الحصول عليها ، لأن عدم الوفاء يؤدي إلى عدم الرغبة في الإعانة ويسبب عدم الثقة في الطلب .
بلغ ابن المقفع أن جارا له يريد أن يبيع داره في دين تحمله ، وكان يجلس في ظل داره فقال : ما قمت إذا بحق ظل داره إن باعها معدما فدفع إليه ثمن الدار وقال : لا تبعها (1) .
4 وإن افتقر عدت إليه :
ليس من العيب أن يكون الإنسان فقيرا ، لأن الفقر إبتلاء من الله تعالى ، والأيام تتقلب يوم لك ويوم عليك فقد يكون أحد جيرانك غنيا ، والآخر فقيرا فلا بد من عيادة الفقير بإستمرار وتلمس حاجاته فلقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قوله : ( ما آمن بالله قالوا : من يارسول الله ، قال : من بات شبعان وجاره جائع وهو يشعر ) (2) .
ولو كان يصلي ويصوم ويعمل كل أعمال الإسلام ولكنه يبيت وهو يعلم بفقر جاره وبجوعه ولا يسعى إلى مساعدته مع قدرته على ذلك .
5 وإن مرض عدته :
صفحہ 88