ومن المؤكد إن لله علينا حقوقا كثيرة جدا لا نستطيع حصرها ، أو القيام بها ولكن رحمة منه بالعباد قبل منهم اليسير ، ولم يكلفهم العسير ، أمرهم تخييرا ونهاهم تحذيرا ليميز الخبيث من الطيب ويعرف الشاكر من الكافر . فيجزي الذين أحسنوا بالحسنى والذين أساءوا بما عملوا ، وللإمام زيد بن علي عليه السلام رسالة أسماها ( الحقوق ) ، وضح فيها كثيرا من الأمور الهامة المتعلقة بحقوق الله على عباده وهي ثابتة عنه برواية أبي خالد الواسطي رحمة الله تعالى عليه ، ونظرا لأهمية هذه الرسالة ، ولما تحتويه من معان عظيمة ، وحقائق جليلة فسأوردها بكاملها ، ثبت عن خالد الواسطي أنه قال : كتب أبو الحسين زيد بن علي عليهما السلام هذه الرسالة .
قال مالك بن عطية : قلت لأبي خالد : لمن كتبها ؟
قال : سأله أبو هاشم الرماني فقال : جعلت فداك ، أخبرني بحقوق الله علينا .
قال أبو خالد : فكتب لنا هذه الرسالة ، وقال لنا : تدراسوها وتعلموها وعلموها من سألكم ، فإن العالم له أجر من تعلم منه وعمل ، والعالم له نور يضيء له يوم القيامة بما علم من الخير ، فتعلموها وعلموها ، فإن من علم وعمل كان ربانيا في ملكوت السماوات .
قال أبو خالد رحمه الله تعالى : فكتبناها من زيد بن علي عليهما السلام ، وقرأها عليه أبو هاشم الرماني ، وكان يدرسها ويقول : " لو رعاها مؤمن كانت كفاية له " .
قال الإمام زيد بن علي عليه السلام :
( جعلكم الله من المهتدين إليه ، الدالين عليه ، وعصمكم من فتنة الدنيا ، وأعاذكم من شر المنقلب ، والحمدلله على ماهدانا وأولانا ، وصلى الله على جميع رسله وأنبيائه وأوليائه ، وخص محمدا بصلاة منه ورحمة وبركة وسلم عليه وعلى أهل بيته الطاهرين تسليما أما بعد :
صفحہ 13