يقول الراعب الأصفهاني : ( العبودية إظهار التذلل ، والعبادة أبلغ منها ، لأنها غاية التذلل ولا يستحقها إلا من له غاية الإفضال وهو الله تعالى )(1) ، وتعتبر حكمة الوجود وغاية الخلق .
لقد خلق الله الإنسان لأجل غاية محددة المعالم ، ألا وهي عبادة الله عز وجل قال تعالى : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } [ الذاريات : 56] ، وقال تعالى : { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون } [ المؤمنون : 115] ، وقد سخر الله للإنسان كافة السبل لتسير العبادة على الوجه الأكمل والأحسن ، والعبادة في الإسلام هي الجوهر والأساس وهي كل عمل صالح يتقرب به الإنسان إلى الله تعالى ، فالصلاة عبادة ، والصيام عبادة ، والزكاة عبادة ، والحج عبادة ، وكفالة اليتيم عبادة ، وجماع الرجل لأهله عبادة ، وإماطة الأذى عن الطريق عبادة ، وكل فعل يفعله الإنسان قاصدا به وجه الله عبادة مع مطابقته لمراد الشارع .
ولقد أساء فهم العبادة كثير من الناس فالبعض يفهم أنها تتمثل في الطقوس كالصلاة والصوم ، وهذا فهم محدود يمثل جزءا واحدا من مفهوم العبادة .
صفحہ 10